"الليالي السود يفتق فيهم كل عود" هذه مقولة أجدادنا، فخلال هذه الفترة من السنة والتي انطلقت يوم 13 جانفي الجاري وتستمرّ إلى غاية 2 فيفري القادم تبدأ المزروعات في النمو بعد فترة سبات خلال "الليالي البيض" وتبرز ورودها مواصلة نموها بقية فصل الشتاء . وبانتهاء الليالي البيض والسود تأتي "العزارة" ومدتها 9 أيام تليها قرّة العنز يوم واحد ثمّ جمرة الماء وجمرة الهواء حيث تدوم كل جمرة 7 أيام ، والحسوم (7 أيام) وقرّة حيان ثم قرّة الفطيرة وأخيرا أوسّو في شهر جويلية. فالعديد من هذه المصطلحات كثيرا ما يستعملها آباؤنا وأجدادنا لتقويم فترات السنة حسب الحالة المناخية ... تقويم كان ولا يزال متداولا لدى الفلاحين الذين كانوا يخشون بعض الفترات التي تسوء فيها الأحوال الجوية. هذه المصطلحات وإن أثبتت حقيقة جدواها واستعملها الآباء والأجداد لقرون عديدة إلاّ أنّها أخذت تندثر نوعا ما وتأخذ مكانها مصطلحات جديدة. "الصباح نيوز" اتصلت بعبد الرزاق الرحال مسؤول بالمعهد الوطني للرصد الجوي وتحدّثت معه حول موضوع التقويمات التقليدية، وقال إنّ هذا التقويم لا يتناقض مع الناحية العلمية المعتمدة في الرصد الجوي، مبينا أنّه الليالي السود تتسم بنزول كميات من الأمطار ليلا وبوجود سحب كثيفة تحجب رؤية البدر. وأضاف أنّه في هذه الفترة يكون الطقس دافئا في الليل وباردا في النهار. أمّا في ما يهمّ الليالي البيض، فقال أنها انتهت يوم 12 جانفي الجاري واتسمت بانخفاض في درجات الحرارة، حيث سجلت درجة تحت الصفر في باجة إضافة إلى ظهور الجليدة في عدد من المناطق. وبيّن أنّ درجات الحرارة خلال هذه الفترة من السنة كانت فوق معدلات العادة بقليل باستثناء بعض الأيام التي سجل فيها انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة.