طالب أمس رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي بحل المجلس الوطني التأسيسي لأنّه سبب من أسباب الاحتقان الذي تعيشه البلاد دون أن يقدّم حلولا أو يقترح بديلا معللا ذلك بأنّه لكل مقام مقال بما يفهم منه ضمنيا أنّ هذا المطلب جاء متسرّعا ولم يدرس ولكن لماذا نداء تونس هو الحزب الوحيد الذي طالب بحل المجلس التأسيسي بعد عملية اغتيال شكري بلعيد؟ لعل الباجي قد طالب بذلك لانّ المجلس لم يعد شرعيا بعد انتهاء اجل السنة لكن اجل 23 أكتوبر مر عنه 4 اشهر كاملة، ودخلنا شهر فيفري وفشلت محاولات الغاء صغة الشرعية عن التاسيس في ابانها ان الجواب يبدو بسيطا فالباجي بمكره ودهائه السياسي اغتنم فرصة سانحة للانقضاض على خصم عنيد كان يضمر له الشر في نفس اليوم فاذا اغتيال شكري بلعيد وما تلاه من أحداث ومن اتهامات طالت الحكومة وحركة النهضة يقلب التوزنات راسا على عقب ويصبح التاسيسي والنهضة وحلفائها من الفاتقين الناطفين المهاجمين الى الطيعين الخانعيين المدافعين عن انفسهم من غضب الشارع ففي نفس اليوم كان التاسيسي سينظر في قانون تحصين الثورة الذي يريد اقصاء الباجي وصحبه فالغى جلسته ليخرج الباجي بعد ساعات مطالبا بحل المجلس التأسيسي فهل تصدق مقولة "مصائب قوم عند قوم فوائد"؟