«خسائر جسيمة».. وصف قد يكون دقيقاً لما تكبدته الشركة العامة للكهرباء، جراء الاشتباكات التي وقعت في ضواحي العاصمة طرابلس، مما أدى لإضعاف مستوى أداء الشبكة ونقص المرونة التشغيلية، فيما حذرت «الكهرباء» الأطراف المتنازعة من أن منطقة الاشتباكات هي منطقة عبور لخطوط النقل الرئيسة التي تربط بين محطات التوليد ومحطات التحويل. وأثرت الأحداث التي شهدتها طرابلس سلباً على الشبكة العامة، وأدت إلى اختناقات في الوضع التشغيلي والناجمة عن إصابة 4 أربع دوائر نقل (220 ك ف)، اثنتين منها تربطان بين محطتي جنوبطرابلس وشرق طرابلس، وواحدة تربط بين محطتي الهضبة الخضراء وشرق طرابلس، والأخرى بين محطتي الهضبة الخضراء وعين زارة (الواقعة في نطاق منطقة الاشتباكات الأخيرة). وأصيبت دائرة الجنوب الهضبة رقم واحد، نتيجة تجدد الاشتباكات في العاصمة طرابلس ليل الإثنين–الثلاثاء، بحسب مدير المكتب الإعلامي للشركة العامة للكهرباء، محمد التكوري، الذي قال إن هذه الدائرة جرى صيانتها وإصلاح الأضرار التي لحقت بها خلال اليومين الماضيين، مشيراً إلى أن الشركة العامة للكهرباء تخلي مسؤوليتها من حدوث انهيار في الشبكة إذا تمت إصابة دوائر أخرى. ودخلت مدينة طرابلس والمنطقة الغربية في حالة إظلام تام، في أعقاب تحذيرات عدة خلال الفترة الماضية من الوصول إلى تلك المرحلة. يأتي ذلك فيما أعلنت الشركة العامة للكهرباء أنّ فنيي الشركة بمركز التحكم الوطني ومحطات توليد الطاقة الكهربائية ومحطات التحويل للجهد الفائق، يعكفون على إصلاح الأعطال الناجمة عن أحداث طرابلس، لإعادة بناء الشبكة العامة مجدداً. لم تتوقف معاناة شبكة الكهرباء عند الاشتباكات، بل إن أخطر ما يهددها تكرار حوادث سرقة كابلات الكهرباء، ففي الأيام الماضية سرق مجهولون ألف متر من كوابل الكهرباء في منطقة طريق بي، جنوب غرب سرت إلى جانب خمسة أعمدة كهربائية بمنطقة أبونجيم، وسرقة كوابل الجهد العالي خط 11 من منطقة الطويلة، الذي يغذي مناطق من الطويلة والسواوة، مطلع الشهر الجاري. وأعلنت الشركة العامة للكهرباء أنها تكبدت في أوت الماضي، خسائر بقيمة 4 ملايين و803 آلاف دينار نتيجة سرقة نحو مليون و510 آلاف متر من أسلاك النحاس عارية ومعزولة داخل نطاق إدارة توزيع الجنوبية، وحوالي 5402 محول كهربائي وعوازل وأعمدة خشبية، كما تمت سرقة نحو 17 مليوناً و8013 متراً من أسلاك النحاس، عارية ومعزولة داخل نطاق إدارة توزيع المرقب. وأهابت الشركة العامة للكهرباء، بالجهات الاعتبارية بالمنطقة إلى التعاون من أجل حماية ممتلكات الشركة العامة للكهرباء التي تعتبر من الممتلكات العامة التي تقدم الخدمة للجميع.