أعلن علماء أمريكيون شفاء مولودة في الثانية والنصف من عمرها ورثت فيروس نقص المناعة المكتسبة (آش إيه في) من والدتها، لتكون بذلك أول حالة شفاء تسجل في العالم تبعث معها الأمل من جديد في قلوب عشرات الملايين من المصابين بالفيروس. بعد أكثر من ثلاثين عاما على تشخيص مرض الإيدز الذي أدى إلى وفاة أكثر من ثلاثين مليون شخص في العالم معظمهم في القارة السمراء، وقد كان الخبر بمثابة مفاجأة كبرى غير متوقّعة رغم السنوات الطويلة من البحوث والتجارب في أكبر المستشفيات والجامعات في العالم، وهو شفاء أول مريض مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة (آش إيه في) المسبب لمرض الإيدز القاتل. المفاجأة أعلنها باحثون أمريكيون متخصصون في الأمراض الفيروسية يوم الأحد خلال مؤتمر دولي سنوي حول الفيروسات والأمراض المعدية احتضنته مدينة أتلانتا بالولايات المتحدةالأمريكية. وأعلن الباحثون شفاء فتاة حديثة الولادة من ولاية مسيسيبي كانت مصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (آش إيه في) ورثته عن والدتها المصابة بمرض الإيدز، بعد تلقيها لقاحا تضمن مزيجا من المواد خلال الأسابيع الأولى من ولادتها. وأكد الباحثون بأنه لم يتم القضاء نهائيا على الفيروس في جسم الطفلة الصغيرة، ولكن وجوده صار ضعيفا لدرجة جعلت جهازها المناعي يقاومه من دون مضادات ولا دواء. وكانت الفتاة قد تلقت هذا اللقاح المضاد للفيروسات خلال 30 ساعة الأولى من ولادتها وحتى شهرها ال18. وهذه حتى الآن الحالة الوحيدة التي شفي فيها مريض بصفة نهائية من مرض الإيدز. وكان الأمريكي المعروف ب"مريض برلين" تيموتي براون، استفاد من عملية زرع خلايا جذعية تلقاها من شخص يحظى بخلايا وراثية نادرة تمنع الفيروس من التمدد إلى باقي خلايا الجسم. ولا يزال المصابون بهذا المرض يعتبرون عارا على مجتمعاتهم ويعاملون بتفرقة، خاصة في الدول الأفريقية والعربية، وقد جعلت منظمة الصحة العالمية من الأول من ديسمبر يوما عالميا لهم.