شهدت الدورة 35 لمعرض تونس الدولي للكتاب التي أسدل عليها الستار مساء الأحد، تنظيم 260 نشاطا متنوعا للأطفال بين ورشات خط وحكاية وتصوير فوتوغرافي ورسم وبراعات يدوية وعروض مسرحية وفنية ومعارض لرسامين. وحلت ولاية بنزرت في اليوم قبل الأخير ضيفة شرف على برنامج الأطفال واليافعين وقد حضر أكثر من مائة مشارك بين مؤطرين وأطفال من بنزرتالمدينة ومنطقة الخيتمين وغيرها من المناطق التابعة للولاية. وفي تصريح لوات أفادت المسؤولة عن برنامج الأطفال واليافعين وفاء ثابت المزغني أن فضاء الأطفال استقبل يوميا على امتداد أيام المعرض ما لا يقل عن أربع رحلات مدرسية من مختلف ولايات الجمهورية (القيروان وتطاوين وسيدي بوزيد ونابل وغيرها) ومن تونس الكبرى وذلك بالتعاون بين إدارة المعرض ووزارة التربية. وعن مميزات برنامج دورة 2019 مقارنة بالأعوام الماضية أشارت إلى الاهتمام في الدورة الخامسة والثلاثين بالعلوم من خلال ورشات "الروبوتيك" والرياضيات والإعلامية والكتب ذات المحتوى العلمي. كما تمت استضافة رسامي كتب أطفال من اليورغواي وفرنسا وغيرها وذلك رغبة في تحسين ذائقة الأطفال وتوفير فرصة لتبادل الخبرات بين رسامي كتب الأطفال من مختلف البلدان وفق قولها. وإلى جانب الفقرات القارة والمتعلقة بقراءة قصة مع الأطفال من قبل شخصيات معروفة سواء فنية أو رياضية أو إعلامية تمت إضافة فقرة بعنوان "من تجاربهم" التي استضاف فيها فضاء الأطفال واليافعين الممثل المسرحي الفنان إكرام عزوز الذي تحدث مع الأطفال عن تجربته وبداياته وعدة مسائل تهم تكوين شخصية الطفل، وكذلك المفكر يوسف الصديق الذي تحدث معهم عن معنى الفلسفة والحكمة وغيرها من المفاهيم. واللافت للنظر أنه إثر هذا اللقاء خرج الأطفال يبحثون في أروقة المعرض عن قصة حي بن يقظان. ولفتت المزغني إلى إيلاء عناية هذا العام كذلك بالتنمية البشرية و"الطاقة الإيجابية التي بداخلنا لتعليم الأطفال كيفية بناء القدرات وتبليغ صوته للآخرين وبلوغ الأهداف التي نرسمها". ومن أهم ما سجلته دورة العام الحالي للمعرض هي الخروج لأول مرة خارج أسوار قصر المعارض بالكرم وتنظيم زيارة إلى المركز الوطني لزرع النخاع العظمي قامت خلالها المشرفة على برنامج الأطفال واليافعين بقراءة قصة من تأليفها "ديك وصيصان" ورافقتها رسامة من يورغواي وشخصية "ماسكوت" المعرض، كما تولت الشابة أميرة اللواتي رسم أقنعة على وجوه الأطفال وتزيينها. بتأثر كبير عبرت وفاء ثابت المزغني عن استعدادها لتكرار هذه التجربة الإنسانية الهامة لما تركته من أثر في نفوس الأولياء والأطفال الذين سعدوا كثيرا بالزيارة وبالاستماع الى القصة وبالحصول على الكتب التي تم إهداؤها لهم، معربة عن اعتزامها جعل مثل تلك الزيارة موعدا قارا في الدورات المقبلة. أما عن نقائص البرنامج الموجه للأطفال واليافعين فقد أشارت إلى ضرورة التفكير العام المقبل في تنظيم زيارات رفقة كتاب وفنانين إلى الأحياء الفقيرة ولفائدة التلاميذ الذين يصعب أن يتحولوا إلى فضاء المعرض بالكرم فتونس الكبرى بها بعض الأحياء التي يعجز أهاليها عن اصطحاب أبنائهم للمعرض. وأشارت في سياق حديثها عن السلبيات إلى أن المنظمين فوجئوا بعد انطلاق الدورة ببضعة أيام بتأجير جانب من قصر المعارض بالكرم لشركة تجارية وأجبرت معرض الكتاب على التخلي عن جزء من الجناح المخصص للأطفال واليافعين لفائدة معرض آخر تجاري، مشددة على ضرورة التنصيص على حدود مختلف أجنحة وفضاءات المعرض بوضوح حتى لا تتكرر تلك الحادثة. وبينت أن صفحة المعرض وبرنامج الأطفال واليافعين موجودة على الفايسبوك، مشيرة إلى انفتاح المنظمين على كل المقترحات لمزيد التعديل وإثراء البرمجة