تحصلت اليوم الثلاثاء "الصباح نيوز" على بيان مشترك بين الحكومة التونسيةوالجزائرية، جاء فيه أهمّ النقاط التي تمّ الاتفاق حولها خلال زيارة رئيس الحكومة علي العريض إلى الجزائر. وفي ما يلي نصّ البيان : تجسيدا للروابط الأخوية وعلاقات التعاون القائمة بين والجمهورية التونسية والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، وبدعوة من عبد المالك سلال، الوزير الأول الجزائري، قام علي العريض، رئيس الحكومة، بزيارة عمل إلى الجزائر يوم 29 أفريل، على رأس وفد وزاري هام. وخلال إقامته بالجزائر، حظي علي العريض بمقابلة عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة الجزائري، الذي نقل إليه تحيات فخامة رئيس الجمهورية منصف المرزوقي، الموجهة إلى أخيه فخامة عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية الجزائرية، وأبلغه تمنيات سيادته له بالشفاء العاجل وبموفور الصحة والعافية. كما استقبل علي العريض من قبل محمد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري وتناول معه أوجه التعاون البرلماني بين البلدين وسبل تطويره. وفي جوّ سادته روح الأخوة والتفاهم، أجرى العريض رئيس الحكومة مباحثات مع عبد المالك سلال، الوزير الأول الجزائري، بحضور وفدي البلدين، تم خلالها استعراض علاقات التعاون الثنائي القائم بين البلدين والسبل الكفيلة بترقيته وتطويره في مختلف المجالات، بما يخدم تطلّعات الشعبين الشقيقين في التكامل والاندماج، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقد أكّد العريض على خصوصية وتميز العلاقات الجزائريةالتونسية وطابعها الاستراتيجي. كما أعرب عن ارتياحه لمستوى العلاقات الثنائية التي شملت مختلف المجالات، مؤكدا أهمية وضرورة تعزيزها والارتقاء بها دوما إلى الأفضل. وبهذه المناسبة قدّم العريض عرضا تناول فيه مختلف المراحل التي قطعتها تونس لإرساء نظام ديمقراطي تعددي، مشيرا إلى أهم الاستحقاقات السياسية القادمة، ولاسيما منها الانتخابات التشريعية والرئاسية المرتقب إجراؤها قبل نهاية السنة الجارية. ومن جانبه، أعرب عبد المالك سلال، الوزير الأول الجزائري عن الإرادة السياسية التي تحدو الجزائر للارتقاء بمستوى علاقات الأخوة القائمة بين البلدين إلى مستوى شراكة استراتيجية والتعبير عن تضامنها ووقوفها إلى جانب تونس لاستكمال مسارها الديمقراطي. وأشاد الجانبان بمستوى التعاون القائم بين البلدين وما شهدته العلاقات التجارية من تطور ملحوظ في حجم المبادلات التجارية، ودعا المتعاملين الاقتصاديين إلى استغلال الفرص المتاحة في مجال الشراكة والاستثمار في كلا البلدين. كما ثمن الجانبان التقدم الحاصل في عدد من قطاعات التعاون وما أسفرت عنه الاجتماعات التي تم عقدها في مجالات البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والشؤون الدينية والحماية المدنية والضمان الاجتماعي، وأعربا عن ارتياحهما للنتائج الطيبة التي حققتها مختلف الزيارات الرسمية المتبادلة في إطار تطوير وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين. كما دعا إلى عقد بقية الاجتماعات القطاعية التي تضمنتها خارطة الطريق المعتمدة من قبل لجنة المتابعة في دورتها الأخيرة، لاسيما تلك المتعلقة بالتعاون في قطاعات الطاقة والصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، في أفق انعقاد الدوة ال 19 للجنة العليا المشتركة الجزائرية-التونسية المقررة بتونس في نهاية شهر جوان 2013. وأشاد الجانبان بالخطوات المسجلة لاستكمال إجراءات نشر ملاحق الاتفاق التجاري التفاضلي الموقع بين الطرفين، بما يسمح بدخوله حيز التنفيذ خلال شهر ماي 2013، والعمل على تسهيل انسياب وعبور المبادلات التجارية بين البلدين. كما تناولت المباحثات سبل تسهيل حركة تنقل الأشخاص، والاتفاق على مزيد تنشيط الحركة السياحية بين البلدين. وتم التأكيد على أهمية إيجاد السبل الكفيلة بتنمية المناطق الحدودية، لما لها من نتائج إيجابية على سكان هذه المناطق التي طالما مثلت رمزا للتضامن والتآخي بين أبناء الشعبين الشقيقين. وبهذا الخصوص، تم الاتفاق على عقد الاجتماع الأول للجنة الخبراء المكلفة بوضع تصور لتنمية المناطق الحدودية وعرض نتائجها على الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة التي تم الاتفاق على عقد دورتها ال 19 بتونس في نهاية شهر جوان 2013. كما استأثر التعاون الأمني بجانب هام من المباحثات إذ عبر الطرفان عن ارتياحهما للتعاون القائم بين البلدين في مجال التنسيق الأمني على مستوى المناطق الحدودية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، خاصة في ظل تنامي نشاط التنظيمات الإرهابية وتفاقم ظاهرة التهريب بمختلف أنواعه، واتفقا بهذا الخصوص على تكثيف التعاون بين الأجهزة المختصة وتسخير القدرات والوسائل المتاحة لذلك وتوسيع التعاون ليشمل مجالات التكوين والتدريب. على المستوى المغاربي، أكد الجانبان تمسكهما بتفعيل هياكل ومؤسسات اتحاد المغرب العربي على أسس واقعية ومتدرجة، تستجيب لطموحات وتطلعات الشعوب المغاربية في التكامل والتضامن والاندماج. وفي الختام أعرب العريض عن عميق شكره على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي حظي بها والوفد المرافق له في الجزائر، ووجه دعوة بهذه المناسبة للسيد عبد المالك سلال للقيام بزيارة إلى تونس.