قالَ رئيس الائتلاف التونسي لإلغاء عقوبة الإعدام شكري لطيف إنَّ وزارة العدل قد سمحت لممثلين عن الائتلاف بزيارة عشرة سجون تونسية ولقاء 54 محكوما بالإعدام، تبلغ أعمار غالبيتهم العشرين عاما وأقلية فوق سن الخمسين. وذلك خلال ندوة صحفية عقدها الائتلاف اليوم الثلاثاء 25 جوان 2019 بالشراكة مع المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب. واستغرب لطيف خلال الندوة استمرار القضاء التونسي في إصدار أحكام الإعدام في حق المتهمين بالرغم من تعليق تنفيذها منذ سنة 1991. وقال في هذا السياق " من المفارقات أن قانون الإرهاب الذي سنه الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في 2001، علي لم يتضمن عقوبة الإعدام، وأن يقع بعد الثورة سن قانون بتضمن عقوبة الإعدام". وأضاف لطيف أنه من بات من الضروري جدا مصادقة تونس على البروتوكول الاختياري الثاني للحقوق المدنية والسياسية، وأن تقننَّ رسميا إلغاء عقوبة الإعدام. لاسيما بعد تصويتها سنة 2012 على القرار الدولي لتنفيذ عقوبة الإعدام. كما ذكر لطيف أن الائتلاف يسجل بارتياح تغيير ظروف المحكومين بالإعدام في تونس لاسيما في السنوات الأخيرة، حيث أصبحوا يختلطونَ مع بقية المساجين ويسمح لهم بتلقي مراسلات من عائلاتهم، لكن بالرغم ذلك يؤكد لطيف، أن ظروفهم الصحية والنفسية متدهورة جدا بسبب انتظار تنفيذ الحكم. وأن من التوصيات الهامة التي يرفعها الائتلاف للسلطات التونسية في هذا الصدد هي مراعاة قواعد نيلسن مانديلا للمساجين المحكومين بالإعدام في السجون. كما أوصى الائتلاف بضرورة إعادة رفات المحكومين بالإعدام في الستينات، بمن فيهم عائلة صالح بن يوسف. وأكدَّ لطيف أن الائتلاف يساند مطالب أبناء المحكومين في 1962، وفي مقدمتهم الأزهر الشرايطي والمجموعة التي كانت معه، والمجموعة المعروفة بمجموعة قفصة سنة1981، لدفن هذه الرفات بشكل لائق. هذا وأفاد لطيف بأن سنة 2019 ستكون السنة العالمية لأبناء المحكومين بالإعدام، لأنهم ضحايا محتملين، جراء ما حصل لأباءهم والإقصاء المحتمل من الحياة الاجتماعية بسبب أحكام الإعدام هذه. هذا وقد حمَّل الائتلاف التونسي لإلغاء عقوبة الإعدام في بيان صادر عنه يوم أمس الاثنين 24 جوان 2019، مسؤولية التهديد الذي يطال حياة المواطنتين المضربتين عن الطعام سنة الجبالي وبسمة المحمودي، منذ يوم 17 جوان 2019 بمقر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. من ناحية أخرى عبر الائتلاف خلال الندوة الصحفية عن مساندته للشعب السوداني في حقه في تقرير مصيره وما أسماهم بالمناضلات والمناضلين في السعودية بسبب أراءهم مواقفهم، كما ساند الائتلاف تقرير المقررة الأممية المعنية بالقتل خارج القانون أناييس كالامار بخصوص فتح تحقيق جدي في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ودعا الائتلاف لمسائلة النظام السعودي عن هذه الجريمة. هذا وتقدَّمَ الائتلاف التونسي لإلغاء عقوبة الإعدام بالشراكة مع الائتلاف العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام برسالة مفتوحة لسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبتونس، بثلاث لغات، تنديدا بما أسماه العدد الهائل من الإعدامات التي تنفذ في حق مواطنين أمريكيين والتي بلغت وفق الائتلاف 1500 إعدام منذ سنة 1977. وقد أكد شكري لطيف للصباح نيوز أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تأتي على رأس ما أسماهم بالجلادين في العالم بسبب العدد الكبير لأحكام الإعدام على أراضيها وقد جاء في الرسالة المذكورة التي تحصلت الصباح نيوز على نسخة منها أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحتل المرتبة السابعة بين " أفظع الجلادين في العالم سنة 2018 بعد الصين وإيران والمملكة العربية السعودية وفيتنام والعراق ومصر، وفق تصنيف منظمة العفو الدولية.