قال اليوم الإربعاء لطفي بن جدو وزير الداخلية إنّه أعطى أمرا باستئصال ومحاربة العناصر المتحصنة بجبل الشعانبي التي اسبتطنت النوايا وقتلت، بدون حدود. وأضاف في مداخلته خلال الجلسة العامة صلب المجلس الوطني التأسيسي بأنّ رجال الأمن والجيش منهكون في تسيير مهام غير مهامهم، قائلا : "لذلك لا نستبعد دخول الإرهاب خاصة وأنّ الجيش والأمن في غير أماكنهم". كما بيّن أنّ رجل الأمن غير مؤمّن ولذلك وجب تأمينه أثناء عمله وعند تعرضه إلى حوادث شغل إضافة إلى تأمين مقرات عمل الأمن، مؤكّدا أنّ الوزارة سعت لإنجاز ما وعدت به. وأضاف : "تولينا إعداد 3 مشاريع قوانين.. وحولناها برمتها إلى رئاسة الحكومة.. وأطلب منكم أن تصادقوا عليه دون حساب مع رجل الأمن.. كما أننا أحلنا على الحكومة مشروع زيادة في منحة الخطر وستطرح عليكم قريبا.. علما أننا أعددنا المشروع مع النقابات التي نعدها شريكا لا عدوّا". ومن جهة أخرى، قال لطفي بن جدّو أنّه كان يرغب في أن تكون هذه الجلسة مغلقة حتى يتمكن من الإدلاء بأكثر ما يمكن من التصريحات. كيفية الاستخبار عن وجود عناصر متحصنة بالجبال أمّا عن طريقة الاستعلام عن وجود عناصر متحصنة بالجبال، أكّد بن جدّو أنّه على إثر معلومات استعلامية وردت لفرقة الحرس الوطني بالقصرين تفيد بتواجد مجموعات هناك في ديسمبر الماضي، قام الأمن بتمشيط المكان وكان أوّل ضحية من الحرس الوطني الشهيد أنيس الجلاصي، مضيفا : "منذ ذلك الحين رابطت قوات الحرس والجيش الوطنيين في جبل الشعانبي.. وليس هيّنا أن تبحث في جبل مغطى بالأشجار.. وهذه المجموعات قد تعلّمت التمويه وقد قدمت من مالي باعتبار الأحداث التي جدت في المنطقة بالإضافة إلى حادثة عين أميناس بالجزائر.. والإرهاب في تونس جاء نتيجة للوضع في مالي والساحل.. وكان لا بدّ أن نتوقّع أن يصل لنا". وذكّر بن جدّو بحادثة ذبح أعوان حرس في توزر ومهاجمة إرهابيين بحيدرة من ولاية القصرين وكذلك أحداث الغريبة بجربة وأحداث سليمان، مضيفا : "كلّ هذا يدلّ على أنّ الإرهاب كان يطرق أبوابنا.. ولكن لم تتخذ الإجراءات في الإبان". حلّ جهاز أمن الدولة وبالنسبة لحلّ جهاز أمن الدولة، قال : "جهاز سيء الذكر كان يعنى بمحاربة الأشخاص والتضييق على الحريات".، مبينا وجود فرق مختصة من فرق مواجهة الإرهاب وفرق الأبحاث والتفتيش والجيش الوطني... أخذوا على عاتقهم الاستخبار. تمركز المجموعات الإرهابية أمّا عن تمركز المجموعات الإرهابية، قال بن جدو إنّ الأمن دفع المجموعات إلى الانقسام فهربت مجموعة إلى جبال الكاف وتحصنت مجموعة أخرى بجبال جندوبة، مؤكّدا أنّ الحرس والجيش يعملان على أن لا تنزل هذه المجموعات للمدن وتقوم بتفجيرات نوعية. القبض على 39 عنصرا وأكّد لطفي بن جدّو أنّه تمّ إلقاء القبض على 37 شخص من المتواجدين في جبال القصرينوالكاف وينتمون إلى مجموعة عقبة بن نافع المنتمية للقاعدة، مضيفا : "نعرف أسماءهم". كما قال إنّه تمّ إلقاء القبض على شخص آخر قبل يومين إضافة إلى إلقاء القبض على شخص صبيحة هذا اليوم لتصبح بذلك الحصيلة الجملية للموقوفين 39. زيارة جبل الشعانبي وعن زيارته يوم أمس لجبل الشعانبي، بيّن بن جدو أنّه تساءل عن أسباب عدم اجتثاث المجموعات من جذورها وانتظار انفجار لغم رابع. وفي هذا السياق، قال إنّ الوحدات المختصة من جيش وحرس وطنيين بينت له وجود بدلات ضدّ الألغام تزن قرابة 70 كغ ولا يمكن ارتداؤها للصعود إلى أعلى قمم الجبال، إضافة إلى وجود كلاب مختصة في الكشف عن الألغام ولكن الألغام المعدنية وليست البلاستيكية التي تمّ زرعها في الشعانبي. وأكّد بن جدّو أنّ الألغام المزروعة عبارة عن أكياس تتكوّن من أمونيتر والصوفة وحقنة لا تنفجر إلاّ عندما يداس عليها في المرة الثالثة أو الرابعة، مبينا أنّ المنطقة التي انفجر فيها اللغم الرابع تمّ تمشيطها. مجابهة الألغام ولمجابهة الألغام، قال لطفي بن جدو : "سنقوم سواء بشراء الآلات الكاشفة عن هذه الألغام ونحن على أهبة التحضير لذلك.. وهذه الأجهزة موجودة في بلدان قليلة...أو إيجاد سبل كفيلة للتعامل مع الألغام... كما أنّه لم يكن من الممكن تفجير المكان قبل إعلان المنطقة منطقة عسكرية...". وأشار أيضا إلى وجود تعاون حثيث مع الجزائر الشقيقة وهناك إعداد بين البلدين، مضيفا : "يجب أن نتوحّد لمحاربة هذه الظاهرة...ولكن لا يجب الاستهانة بالأمر..ولولا الاستعلامات لما عرفنا أعداد هذه المجموعات وأماكنهم". التسفير إلى سوريا وفي سياق متصل، تحدّث لطفي بن جدّو وزير الداخلية عن مسألة تسفير الشباب التونسي للجهاد في سوريا، مؤكّدا أنّه تمّ تفكيك 5 شبكات تسفير اثنان منهم من بنزرت واثنان آخران من تونس العاصمة وشبكة في الجنوب التونسي، وهم موجودون لدى العدالة. الأمن العمومي وبالنسبة لتفكيك شبكات الجريمة المنظمة، أكّد بن جدّو أنّه تمّ تفكيك 3 عصابات قدّموا للعدالة وحجز أكثر من 20 سيارة، قائلا : "شعرنا بتحسن في الوضع الأمني خاصة بعد نجاح أربعينية الشهيد شكري بلعيد ونجاح الاجتماعات السياسية للأحزاب"