- أجواء المنافسة متوترة ويغيب عنها النقاء - أطراف حزبية عمدت إلى تعطيل الاجتماع الشعبي ليوم غد - عدم انسحاب احد اليساريين لن يؤثر على حظوظي - لا بد من ديبلوماسية قوية ونشيطة - هذه خفايا الصراع بين القروي والشاهد - استبشر خيرا بالانطلاقة من ولاية جندوبة - حزنا في ائتلاف الجبهة الشعبية على غالبية مناضلي ومناضلات الجبهة اعتبر مرشح ائتلاف الجبهة الشعبية للانتخابات الرئاسية منجي الرحوي في حوار خص به "الصباح الأسبوعي" أن ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية يعود لدوافع سياسية وواقعية مردها الوضع الذي نعيشه . وفي سياق متصل أكد الرحوي أن البلاد تحتاج في الوقت الراهن لمن هو الأجدر والأجرإ على التغيير والأقدر على الحسم في قضايا عالقة على غرار ملف الاغتيالات السياسية والتسفير إلى بؤر التوتر، وفق تعبيره. الرحوي الذي يخوض الحملة الانتخابية تحت شعار "نعم .. نغير" ، واعتبر أن حياة التونسيين لا بد أن تتغير، مشيرا إلى أن ترشحه يمثل بديلا حقيقيا لمنظومة حكم "الترويكا" وحكم التوافق بين النهضة والنداء بكل تفريعاته ، كما تطرق إلى جملة من المسائل الهامة على غرار رؤيته للسياسة الخارجية للبلاد وأجواء الحملة الانتخابية التي وصفها بالمتوترة . - في البداية لو تحدثنا عن النقاط أو الأهداف التي تختزل ملامح حملتكم الانتخابية ؟ تعهّدت بجملة من النقاط على غرار ضمان وحدة الدولة ومدنيتها وديمقراطيتها وضمان الحقوق والحريات العامة والفردية إلى جانب اعتماد سياسة خارجية قائمة على تكريس السيادة الوطنية علاوة على العمل على تحقيق الأمن الاجتماعي والاقتصادي مع بلورة خطة وطنية شاملة للحرب على الإرهاب هذا مع تمكين الشباب من تكوين علمي ومهني جيد بما يسمح له من الحصول على فرص عمل داخل البلاد وخارجها. - شعاركم في الحملة" نعم .. نغير" فماذا ستغيّرون ؟ سنغيّر أوضاع التونسيين الذين يعيشون اليوم أسوأ حالاتهم في شتى المجالات. كما سنغير أيضا علاقاتنا مع الخارج فيما يتعلق بالديبلوماسية الاقتصادية أساسا. ندرك وجود حالة من الاستياء والإحباط واليأس لدى التونسيين نتيجة لما يعانوه من تفقير وتدهور للمقدرة الشرائية. لابد أن يكون هناك قرار لتغيير تونس نحو الأفضل . نحتاج لمن هو الأقدر والأجدر والأجرإ على التغيير والأقدر على الحسم في قضايا عالقة على غرار ملف الاغتيالات السياسية والتسفير إلى بؤر التوتر وهي مواضيع من الضروري أن نتجه نحو الحسم فيها، حياة التونسيين لا بد أن تتغير. ونحن جئنا لأن نكون بديلا حقيقيا لمنظومة حكم الترويكا وحكم التوافق بين النهضة والنداء بكل تفريعاته وحاملين مشروعا لتونس ونريد تغييرها. - من أين ستطلقون حملتكم الانتخابية؟ ولماذا اختياركم على محطة الانطلاقة؟ خيرت أن نطلق الحملة من ولاية جندوبة حيث سيلتئم مساء غد على الساعة الخامسة مساء أول اجتماع شعبي بولاية جندوبة علما أن هناك أطرافا حزبية عمدت من خلال موقعها على أن يتم تعطيل هذا التجمع ووضع حواجز لنا وهنا اقصد رئيس بلدية النهضة لكن لن يثنينا شيء على القيام بما عقدنا العزم على فعله. وهذا الاختيار يعود إلى كون ولاية جندوبةمسقط رأسي بوصفي أصيل معتمدية غار الدماء فضلا عن أن أهالي الشمال الغربي من مختلف الولايات كانوا قد اتصلوا بي وطالبوا بأن تكون الانطلاقة من الشمال الغربي. استبشر خيرا من الانطلاقة من ولاية جندوبة لأن العديد من الرؤساء و الشخصيات السياسية انتصرت عندما انطلقت من جهاتها التي دعمتها بشكل حقيقي. - ماهي الغايات الأساسية التي تقف وراء ترشحكم لمنصب رئيس الجمهورية رغم الصلاحيات المحدودة لهذا المنصب؟ هي دوافع سياسية وواقعية وهي متأتيّة أساسا من الوضع الذي نعيشه والذي يقتضي تغييرا. ليس خافيا على احد وجود حالة عامة من الإحباط واليأس والحيرة يعيشها عامة الناس هذا بالتوازي مع الوضع المتدهور على جميع المستويات على غرار التدني الكبير للمقدرة الشرائية للمواطن وانسداد للأفق أمام الشباب المعطل عن العمل فضلا عن ظاهرة تنامي الجريمة والعنف في كل المجالات بشكل غير مسبوق إلى غير ذلك من المسائل الحارقة. هناك مسؤولية وهناك من يتقدم إلى تونس بكل جرأة وبكل إرادة وله من الكفاءة والمواصفات التي تمكنه من قيادة تونس نحو مرحلة جديدة - في حال فوزك ما هي الإصلاحات التي تراها من الأولويات؟ هناك جملة من الملفات الكبيرة على غرار الملف الاقتصادي والبيئي والأمني علاوة على قطاعي التعليم والصحة فهي مسائل من الضروري اليوم أن نضعها ضمن أولوياتنا وأن ننظر إليها بكل عمق وبكل جرأة وبإرادة جدية وحقيقية للتغيير. لا يمكننا أن نقبل مطلقا انقطاع 10 آلاف تلميذ سنويا عن الدراسة فهذه المعضلة تمثل ألغاما وقنابل موقوتة في أحشاء المجتمع. هذا دون التغافل على جملة من المسائل الأخرى الهامة كوضع الفلاحة التي تحتاج للعصرنة والتطوير. - ماهي رؤيتك للسياسة الخارجية للبلاد؟ لا بد أن ترتكز إلى ثوابتنا الوطنية مع إقامة علاقات متكافئة مع دول العالم على قاعدة تعزيز السلم والتعاون والمصلحة المشتركة بين الشعوب. من الطبيعي أن ننأى على سياسة المحاور التي هي اليوم بصدد التشكل بشكل واضح في البلدان العربية. لا بد أن نعمل أيضا على تحويل المغرب العربي إلى فضاء اقتصادي موحد هذا بالتوازي مع جملة أخرى من المسائل على غرار عودة العلاقات مع سوريا. نحتاج أيضا إلى ديبلوماسية اقتصادية قوية جدا مما يمكن تونس من أن تلعب دورها من خلال علاقات ثنائية واتفاقيات مع بلدان في إطار شراكات من اجل تطوير وجودنا الاقتصادي لا بد من ديبلوماسية قوية و نشيطة - كيف تبدو لك أجواء المنافسة الانتخابية خلال الدور الأول ؟ هي أجواء تتسم بالتوتر ويغيب عنها النقاء كما لا تنبئ بحالة من الارتياح فليس كل الأطراف على نفس خط الانطلاق في العملية الانتخابية. وذلك جراء جملة من العوامل على غرار الإيقافات الحاصلة و معضلة إصدار قوانين على المقاس . هناك أيضا مؤثرات غير عادية وغير طبيعية تتعلق أولا بالاستثمار في جوع الناس و بؤسهم وفقرهم من اجل استمالتهم والتقاط أصواتهم وثانيا نسج قانون على مقاس منافس أو منافسين حتى يتم إقصاؤه وهذا يعتبر أمرا غير مقبول. هناك صراع بين نبيل القروي ويوسف الشاهد : الأول يستغل فقر الناس ويستثمر في جوعهم وآلامهم ليتحول إلى رقم سياسي وهذا مسيء للديمقراطية والآخر يستعمل آلة الدولة لتصفية خصمه. وهذا خلق مناخا من التوتر غير طبيعي شوّه العملية الانتخابية . - هل حصلت مفاوضات من اجل انسحاب بعض الأسماء لفائدة مرشح يساري وحيد واعني هنا لفائدة المرشحين حمة الهمامي وعبيد البريكي أو لصالحك ؟ لا لم يحصل ذلك, حيث لم تقع أي مفاوضات أو نقاشات في هذا الجانب - ألا ترى أن عدم انسحاب احد اليساريين من شأنه أن يشتت الأصوات ويؤثر سلبا على نتائج الثلاثي اليساري؟ شخصيّا اعتقد أن التأثير ضئيل وضئيل جدا في المجال الجبهاوي لأننا حزنا على غالبية مناضلي ومناضلات الجبهة في توجهنا وهو توجه الجبهة الشعبية وائتلاف الجبهة الشعبية الذي تم الاعلان عنه مؤخرا وتعيين احمد الصديق كناطق رسمي له . اليوم الجبهة الشعبية أوضح مما كانت عليه بكثير والجبهة الشعبية اليوم لها ناطقا رسميا وهو احمد الصديق الذي يعتبر من خيرة ما قدمته الجبهة الشعبية وهذا أمر طبيعي و نعتبره محصلة طبيعية لمسار من الاختلاف داخل الجبهة الشعبية حول تغيير مهمة الناطق الرسمي. فنحن أردناها بالديمقراطية وبالتشاور لكن ما راعنا إلا وجود سلوكيات أخرى أفضت اليوم إلى أن تتجمع كل مكونات الجبهة الشعبية مع أكبر وأهم عنصر و هو المستقلون في ائتلاف الجبهة الشعبية. – ماهي مصادر التمويل لحملتكم الانتخابية؟ قمت برهن منزلي كي استطيع تمويل الحملة الانتخابية - كيف ترى حظوظك بالنسبة للدور الثاني ؟ اعتبر أنني انطلق بكل الحظوظ فهناك العديد من المعطيات التي تمنحني هذه الثقة و هذه الإرادة في رفع التحدي . لدي رصيدي من العمل والجهد الذي عرضته للتقييم على المواطنين الذين يدركون جيدا سنوات العمل والجهد الذي بذلته في كل المجالات فضلا عن مدى استشرافي وقدرتي على طرح المواضيع و مدى التزامي بما اطرحه .