انتظمَ ليلة أمس الثلاثاء حفل للفرقة التونسية Gutrah sound System بقيادة الفنان الشاب حليم اليوسفي. في إطار العروض المبرمجة لأيام قرطاج الموسيقية، عروض يسدلُ عليها الستار في الثامن عشر من أكتوبر الجاري. ساعة تقريبا من الفن الممزوج أمتعت الجمهور الشبابي الذي غصّت بوجوده قاعة مسرح الجهات بمدينة الثقافة. جمهور جاء خصيصا لسماع موسيقى متنوعة من كل العالم لتحتضن كلمات بسيطة بلهجة تونسية ولسان يومي ليس ببعيد عن لغة العائلة والشارع. حيث قدّمت الفرقة مجموعةً من الأغاني التي تتراوحُ مواضيعها بين أوجاع الواقع المعيش ونقل لهموم التونسي ومشاغله و حلاوة الحب وآلام فراقه. حيث تمايل الحضور على أنغام "التونسي خايف من خيالو" و "بلاد آخر زمان" و "حوتة وخمسة وقرن غزال" "وين". أغاني رددّها الجمهور مع حليم اليوسفي وبدا حافظا لكلماتها عن ظهر قلب ورقص منتشيا، شبابا وأطفالا، حتى أصبحت القاعة المغلقة وكأنها لوحة فنية تجمع الألوان والصور. أمَّا حليم اليوسفي زعيم الفرقة "الطريف" فقط كان بطل الركح بامتياز لا سيما بحسّه الفكاهي وابتسامته العريضة. وقد رقصَ وأغمضَ عينه ثم بكَى فجأة عندما غنَّى "وين". ربما استحضر قصةً غاية في الخصوصية أو موقفا تجلَّى أمام ناظريه حتى أخذته عواطفه من فوق خشبة مسرح الجهات إلى زمان ومكان بعيدين كل البعد عن موضع قدميه. لا أحدَ يعرف المشهد والألوان التي حاوطت اليوسفي حتى تنهمرَ دموعه وهو يصرخ وسط تفاعل الجمهور "قولي فاش قام هجرتي غرامي ..مشيتي وخليتي قلبي حزين". لكن ذات الجمهور كان يعرف أنّ حليم وأعضاء فرقته يستحقون منهم التصفيق العالي والتشجيع. وهو ما حدث بالفعل مما اضطر حليم لإعادة مقطع من أغنية "وين" نزولا عند طلب الجمهور المنتشي بالأجواء الرومانسية التي انتشرت فجأة في المكان وإن بدت الأغنية حزينة وكلماتها مؤثرة. يذكر أن فرقة Gutrah sound System ستشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان أيام قرطاج الموسيقية إلى جانب فرقة Lornoar de Lornoar من كينيا وعدة فرق موسيقية أخرى.