تعدّدت الانتقادات الموجهة لعبد اللطيف كشيش المخرج السينمائي من أصل تونسي بعد إحرازه على السعفة الذهبية في مهرجان كان الفرنسي على فيلمه "حياة أديل" حول المثلية الجنسية. وكنا نشرنا الأحد الماضي تفاصيل عن الفيلم والمخرج. واعتبر البعض أنّ هذا الفيلم يراد منه إثارة موضوع المثلية في تونس. هذا وقد علّق سليم الرياحي على هذه الانتقادات ودعا إلى أن تكون انتقادات حقيقية بدون مراوغة، مبينا أنّ هذا الفيلم لا يتماشى مع التونسيين ولا يشرف تونس. وفي هذا السياق، اتصلت "الصباح نيوز" بإيناس بن عثمان الكاتبة العامة لنقابة تقنيي السينما والانتاج السمعي البصري المنضوية تحت الاتحاد العام التونسي للشغل، فأفادتنا أنّه لا يمكن انتقاد فيلم لم يقع بعد مشاهدته، وأضافت : "يمكن أن لا ينال موضوع المثلية رضا بعض الأشخاص في حين أنّ أطرافا أخرى تستحسن الموضوع...وحتى طريقة تناول الموضوع السينمائي تختلف من مخرج إلى آخر... فلا يعني ذلك أنّ كشيش يدعو للمثلية". وقالت إنّ الإشكال لا يتعلق بطرح كشيش لمسألة المثلية في فيلمه، فكشيش أصله تونسي ولكن ترعرع في فرنسا منذ سنّ السادسة وتشبع بالثقافة الغربية وحتى عقليته أجنبية وتناوله للموضوع كان من هذا المنطلق، مضيفة أنّه لو كان هذا الفيلم لمخرج أجنبي لتسارع المواطنون للبحث عنه. ومن جهة أخرى، أكّدت إيناس بن عثمان أنّه يجب الافتخار بعبد اللطيف كشيش لأنّه من أصل تونسي، حيث أنه ومنذ سنوات لم يدخل مخرج تونسي إلى نهائيات كان. أمّا عن تعليق سليم الرياحي عن فوز كشيش، فقالت : "الرياحي له حرية النقد.. فهذا شأنه...وتصريحه لا يقلقني وما يقلقني هو أن تقوم مجموعة من نفس القطاع بهتك زميلهم" وأضافت : "نحن اليوم كنقابة مع حرية التعبير وحرية تناول المواضيع التي يراها المخرج مناسبة ...أمّا أن نتحدّث عن مواضيع تتماشى وخصوصية المجتمع أو لا فهنا ندخل في الصنصرة الذاتية... فلو كنّا في دولة قانون وكلّ شخص يعرف واجباته وحقوقه...فلن يتهجّم أيّ شخص على الآخر... والانتقاد يكون بالنقد البناء". وبينت بن عثمان أنّه يجب على وزارة الثقافة أن تسمح ببرمجة الفيلم في قاعات السينما باعتبار أنّ كشيش قد تحصل على سعفة ذهبية في كان وليس من السهل الحصول عليها، مضيفة : "نتمنى أن يعرض الفيلم وأن لا يكون هناك إشكال في برمجته في قاعات السينما.. فهذه الأخيرة يتوجّه إليها من يرغب في مشاهدة الفيلم".