وجّه سامي الفهري في رسالة له من سجنه بالمرناقية أذيعت أمس قناة التونسيّة "اللوم لنفسه"، وأرجع الفهري لومه لنفسه لأنّه سلّم نفسه إلى القضاء وذلك ظنّا منه أنّ "القانون وحده الكفيل بتبرئته باسم العدالة وحريّة الإعلام". كما وصف الفهري نفسه بالغبيّ كذلك لرفضه التحالف مع حركة النهضة وأن يكون بوق دعاية لها. ومن جهة أخرى، قال الفهري في رسالته إنه ما كان عليه أن يصدّق رجال القانون عندما أعلموه بأنّ محكمة التعقيب هي أعلى سلطة قضائيّة في البلاد وأنّ الحكومة لا تتدخّل في شؤون القضاء بعد ثورة 14 جانفي. وعاد الفهري في نصّ رسالته ليقول إنّه غبيّ لأنّه صدّق وزير حقوق الإنسان العدالة الانتقاليّة عندما طلب منه فكّ إضراب الجوع والتزم بإطلاق سراحه طبق القانون يوم 3 جانفي الماضي، كما قال إنّه صدّق رئيس الحكومة الذي وعد زوجته بالإفراج عنه طبق القانون أيضا. وقال أيضا :"من الغباء أن لا أفهم أنّ القوّة التي تحكم البلاد تريد غلق قناة التونسيّة وأنّني استغرقت كلّ هذا الوقت لأقتنع في النهاية أنّني لن أغادر السجن". كما أضاف في نصّ رسالته : "انا غبي، لاني لم افهم ان القوة التي تحكم البلاد لا تستهدف مالي ولا شخصي ..... بل همها الوحيد هو غلق قناة التونسية او وضع اليد عليها قبل موعد الانتخابات....كلفها ذلك ما كلفها.. انا غبي، لاني اعتقدت ان استماتتي في الدفاع عن براءتي ....احترام القضاء...وإضراب الجوع كفيل بتغيير مجرى الاحداث ...والحال انه وحتى وفاتي في اضراب جوع لا تساوي شيء امام اغتيال الشهيد شكري بلعيد وهو اغتيال لم يحرك لدى من يدير البلاد شيء .. انا غبي، لاني صدقت انهم لن يجرؤوا على ممارسة الظلم جهرا في وضح النهار...والحال انهم عينوا الصهر وزيرا ...والصديق حاكما...واجّلوا تنفيذ الاحكام على مهاجمي السفارة الامريكية وحكموا بالسن عامين على مغني راب... انا غبي، لاني استفرغت كل هذا الوقت لاقتنع في النهاية بأنني لن اغادر السجن وبان بطاقات الايداع ستتهاطل عليّ الواحدة تلو الاخرى...وسأقضي سنوات طوال في السجن دون محاكمة.... انا غبي وسعيد بغباوتي ...لاني نجحت في خلق قناة تلفزية من العدم وفي ظروف قاسية اصبحت في وقت قصير القناة الاكثر مشاهدة في تونس... انا غبي، وسعيد بغبائي، لان اعمالي الفنية ادخلتني في قلوب الكثيرين منكم ...وجعلت عائلتي مرفوعة الراس فخورة بي... وفي الختام سأواصل الغباء ...وساحاول الصمود رغم اني فقدت الثقة...في كل شيء تقريبا..."."