بلغ عدد التلاميذ المنقطعين عن الدراسة خلال السنة الدراسية المنقضية 100 الف تلميذ ليسجل بذلك ارتفاعا بنسبة 30 بالمائة مقارنة مع السنوات الفارطة التي تراوح خلالها عدد التلاميذ المنقطعين عن الدراسة بين 60 و70 الفا سنويا. وحذّر كاتب عام النقابة العامة للتعليم الثانوى التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل لسعد اليعقوبي من امكانية تأزم قطاع التعليم في تونس محملا المسوولية الكاملة لوزارة التربية ولكل الاطراف المعنية بالطفولة والتربية. وأكد على ضرورة التسريع في اصلاح المنظومة التربوية وتحسين تأطير الشباب التونسي الذى يلتجأ بسبب تدني مستوى العيش وانسداد أفق التشغيل الى الانقطاع عن الدراسة وخوض عديد التجارب غير الامنة على غرار ممارسة التجارة الموازية أو مغادرة البلاد في رحلات للهجرة غير الشرعية أو الانخراط في تيارات متطرفة حسب رويته. واعتبر النقابي أنه من الاسباب التي ساهمت في ارتفاع عدد المنقطعين عن الدراسة تعدد الانشطة والخيمات الدعوية التي تنظمها جمعيات تابعة لتيارات دينية متشددة أمام الموسسات التربوية على طول السنة الدراسية المنقضية على مرأى ومسمع من الجميع مضيفا القول أن الخطب الداعية الى التطرف والكراهية التي كانت تلقى في هذا الاطار دفعت بعشرات الشباب الى الذهاب الى الجهاد في سوريا بالاضافة الى التصريحات المنددة بالاختلاط في المدارس بين الاولاد والبنات. وأوضح في هذا السياق أن عديد العائلات تأثرت بهذه الخطب واقتنعت بضرورة عدم الاختلاط في المدارس ودفعت بأبنائها الى الانقطاع عن الدراسة. وذكر بأنه تم الاعلان منذ شهرين تقريبا عن انشاء الائتلاف التونسي لاصلاح التعليم وهو مكلف بالنظر في اصلاح المنظومة التربوية والدفاع عن حقوق الطفل. وأضاف ان هذا الائتلاف المفتوح لكل الجمعيات والاطراف المعنية بالقطاع التربوى يضم حاليا زهاء 10 من الجمعيات والنقابات والمنظمات ومن بينها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والمنتدى الاقتصادى والاجتماعي وجمعية النساء الديمقراطيات. وكان مدير عام الدراسات والتخطيط ونظم المعلومات بوزارة التربية الهادى السعيدى أعلن خلال اللقاء الاعلامي الدورى المنعقد بداية الاسبوع الحالي أن 100 الف تلميذ انقطعوا عن الدراسة خلال السنة الدراسية 2012 2013 وأشار الى أن 10 الاف تلميذ من المنقطعين كانوا في المرحلة الابتدائية بينما توزع العدد الباقي على المرحلتين الاعدادية والثانوية مبرزا أن وزارة التربية بصدد القيام بدراسات للوقوف على أهم أسباب هذه الظاهرة وسبل القضاء عليها نهائيا. وأكد السعيدى أن أسبابا عديدة ساهمت في مغادرة هذا العدد من التلاميذ لمقاعد الدراسة منها بالخصوص الاسباب التربوية والوضعية الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.