أكد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبتونس غوردن غراي مساندة بلاده لمسار الانتقال الديمقراطي في تونس في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية "على درب إرساء الديمقراطية والتعددية الحقيقية" في بلد قال إنه "شكل منطلقا لثورات الربيع العربي ومهدا لفكر جديد يقطع مع الاستبداد والحكم الفردي". وأوضح غراي خلال لقائه بعد ظهر الخميس بإعلاميين وأساتذة وطلبة الجامعة المتوسطية الخاصة للأعمال بالعاصمة أن الولاياتالمتحدة كانت "في مقدمة البلدان التي باركت ثورة الشعب التونسي في وجه الاستبداد واختياراته عقب انتخابات حرة وديمقراطية وشفافة"، مشيرا إلى حجم الرهانات التي ما تزال مطروحة على البلاد لإنجاح هذا المسار. وقال في هذا السياق "إنه يتوجب أن تكون سنة 2012 سنة إرساء مؤسسات المجتمع المدني على أسس صلبة حتى يكون للشعب التونسي دور محوري في التنمية المنشودة وفي إرساء الديمقراطية التي يتطلع إليها الجميع"، مشيرا إلى أن دعم بلاده لتونس توزع على ستة مجالات هي المساعدة على إحداث مواطن شغل جديدة والتجارة والاستثمار والتعليم فضلا عن تقديم دعم تقني ومالي وإنساني. فبخصوص المساندة الأمريكيةلتونس في مجال خلق مواطن شغل جديدة وفي مجالي التجارة والاستثمار أشار غوردن غراي إلى أن بلاده بصدد إرساء صندوق لحفز المبادرة لفائدة تونس باعتمادات قدرها 20 مليون دولار لمساعدتها على بعث مؤسسات صغرى ومتوسطة وتشجيع شركات الاستثمار ذات رأس مال مخاطرة (سيكار)، فضلا عن تخصيص المؤسسة الأمريكية لدعم الاستثمار في الخارج لملياري دولار لدعم الاستثمار الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث سيكون لتونس نصيب هام من الاعتمادات المرصودة. وأفاد أنه منذ الثورة أصبحت عديد المؤسسات الاقتصادية الأمريكية مهتمة بمناخ الاستثمار في تونس وتأمل في تعزيز روابطها التجارية معها مشيرا إلى أن عدد هذه المؤسسات يزيد عن 280 مؤسسة. وأضاف أن الولاياتالمتحدةوتونس شرعا مؤخرا في جولة جديدة من المحادثات الرسمية بخصوص الاتفاق الخاص بالتجارة والاستثمار بين البلدين حيث تم منذ يومين عقد اجتماع للغرض بهدف مزيد تيسير تصدير المنتجات التونسية باتجاه الأسواق الأمريكية. وفي ما يتصل بالدعم الأمريكي لتونس في مجالي الإصلاح والمساندة الفنية، بين غراي ان تونس ستتحصل على تمويل من قبل برنامج "سوي لتحديات الألفية" تتراوح قيمته بين 20 و30 مليون دولار يهدف إلى تذليل العراقيل والصعوبات التي تحد من ازدهار الاقتصاد التونسي وإلى تشجيع الاستثمار الخاص وإلى إجراء إصلاحات مؤسساتية وقانونية. وبخصوص الدعم المالي الأمريكي لتونس، قال غودن غراي إن الولاياتالمتحدة ستمنح تونس ضمانا للحصول على قروض بقيمة تصل إلى مئات الملايين من الدولارات من الأسواق المالية الدولية بنسب فائدة تفاضلية، ولذلك لمساعدة الحكومة على تغطية جزء من عجز الميزانية ودعم برنامج الإصلاح في تونس. وذكر بإعلان وزيرة الشؤون الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الأربعاء، رصد الولاياتالمتحدة لاعتماد بقيمة 100 مليون دولار سيتم تحويله إلى الحكومة التونسية سيستخدم في تخفيف الضغط الجبائي على المدى القريب وتأمين تغطية ديونها إزاء البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية، فضلا عن مساعدة الحكومة التونسية على تنفيذ برامجها ذات الأولوية، واستحثاث نسق النمو الاقتصادي وخلق مواطن شغل جديدة. أما عن شكل المساندة الأمريكيةلتونس في مجال التعليم فقد أوضح السفير الأمريكي أن بلاده بصدد إعداد مشاريع عشر اتفاقيات شراكة بين مؤسسات جامعية أمريكية وأخرى تونسية. كما أوضح أن "فيلق السلام" أقر برنامج دعم للشباب التونسي في مجال التكوين في اللغة الانجليزية وتعزيز الكفاءات، معلنا ان مدير الفيلق "آرون ويليامز" سيؤدي زيارة إلى تونس خلال الفترة الممتدة بين 2 و4 أفريل القادم (وات)