كان من المنتظر أن يعقد الحزب الوطني التونسي صباح اليوم الأحد اجتماعا بالمسرح البلدي بصفاقس بحضور عدد من الوجوه المعروفة على السّاحة السياسية الوطنية للاحتفال بعيد الشّهداء لكنّ هذا الاجتماع تمّ إلغاؤه بسبب تجمّع عدد من الأشخاص منذ الصّباح أمام المسرح البلدي لمنع هذه التظاهرة التي نظمتها رابطة مجالس حماية الثورة بصفاقس وعدد من مناصري الحكومة والمنتمين لبعض الأحزاب السياسية والسّلفيّين – لكن بدون اصطحابهم للأعلام السّوداء – وقد كان الاعتقاد السّائد في أوساط المحتجّين أنّ رئيس الوزراء السّابق الباجي قائد السّبسي سيحضر الاجتماع المذكور. خلال هذه الوقفة تمّ رفع أعلام تونس وعديد اللافتات المناهضة للباجي قائد السّبسي ولعودة التجمّعين للسّاحة السياسية تحت غطاء البورڤيبية. كما تمّ ترديد عديد الشّعارات مثل "تونس تونس حرّة حرّة والتجمّع على برّة" و"من التجمّع حتى حد مالحكومة للعمد" و"الشّعب مسلم ولا يستسلم". في حدود السّاعة الحادية عشرة صباحا تحوّل ما يناهز 250 من المحتجّين إلى نزل "الزّيتونة بالاص" بوسط مدينة صفاقس بعد رواج أخبار حول وجود عدد من الوجوه التجمّعية بهذا النزل أتت إلى عاصمة الجنوب لحضور الاجتماع الذي كان مبرمجا بالمسرح البلدي ومن ضمنهم الباجي قائد السّبسي – حسبما ما راج في أوساط المحتجّين – قبل أن يتأكّد أنّ قائد السّبسي لم يأت إلى صفاقس. وقد بقي المحتجّون خارج النزل وبمحيطه لمدّة قرابة النصف ساعة مردّدين عبارة "ديڤاج" ورافعين عديد الشّعارات المندّدة بالباجي قائد السّبسي وبالتجمّع والتجمّعيّين. خلال هذه الأحداث – ومنذ انطلاقها – لاحظنا تواجد المسؤولين الأمنيّين بزيّهم المدني إلى جانب وجود سيّارات فرق التدخّل على مسافة بعيدة تحسّبا لما قد يحدث من تجاوزات. كما قام الأمن في وقت لاحق بتأمين مغادرة "ضيوف" مدينة صفاقس لنزل "الزّيتونة بالاص" وللمدينة. اعتداءات بعض المصادر أكّدت لنا حصول اعتداءات بالعنف اللفظي والمادّي على بعض الأشخاص والشّخصيات من قبل المحتجّين ومن ضمن المعتدى عليهم الأستاذ الطاهر العش المحامي والمنجي شاكر نجل الزعيم الهادي شاكر – حسبما علمنا. من جهة أخرى علمنا أنّ مصوّر قناة "نسمة" التلفزية الفضائية أيمن معتوڨ قد تعرّض إلى الاعتداء خلال قيامه بمهمّته الإعلامية وقد تقدّم بقضية عدلية في الغرض.