بعد تأخير اعتبر المراقبون طول مدته توجها نحو التهدئة والتغييب عن الأذهان لقضية رأي عام تعود الخميس 19 أفريل قضية نسمة في جولة جديدة ينتظر فيها ان تتم المرافعات ويمثل في القضية مدير قناة "نسمة" نبيل قروي ونادية جمّالي مترجمة الفيلم على خلفية عرض القناة للفيلم الإيراني "برسيبوليس" المترجم إلى اللغة العربية، والذي أثار جدلا بسبب ما تضمنه من لقطات تجسد الذات الإلهية. وقد وجهت للقروي والجمّالي تهمة "المشاركة في النيل من الشعائر الدينية" و"عرض شريط أجنبي على العموم من شأنه تعكير صفو النظام العام والنيل من الأخلاق الحميدة" بمشاركة المتّهم الثالث في القضية وهو الهادي بوغنيم. الناشطة الحقوقية راضية النصراوي أحد محاميي الدفاع عن القناة قالت لل"الصباح نيوز" في اتصال هاتفي أنّ المرافعة ستتمّ غدا و" أنّ من الخطر على المجتمع أن يقدّم أشخاص شكاوي من هذا النوع وأن يتمّ قمع الصحفيين والمبدعين". وفي نفس السياق، اعتبرت النصراوي " أنّ الطرف الثاني في القضية لا يحترم حرية التعبير والمعتقد" مؤكّدة " أنّ نصّ الفيلم لا يمسّ من الشعائر الدينية والنيل من الأخلاق الحميدة ". في المقابل يتكون الطرف المدني الذي رفع الدعوى على القناة من 35 محاميا ومواطنون وجمعيات يطالبون بإدانة قناة نسمة. كما سيحضر هذه المرافعة ممثلون عن منظمات غير حكومية دولية من بينهم كريم الهيدجي نائب رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان والقاضي "أنطوان غاربون" الكاتب العام للمعهد الأعلى للدراسات في العدل. مهزلة المحاكمة وفي هذا السياق، تحدّث رضا بلحاج عن حزب التحرير في اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز" عن " محاكمة نسمة التي أعطتها مكانة لا تستحقّها وجعلت أمريكا القوى العظمى في العالم ترسل مراقبين للجلسة". من جهته أكّد بلحاج " أنّ حزبه ليس مع المحاكمة القضائية بل يجب محاكمة القناة محاكمة سياسية وشعبية" ومعتبرا أنّ ما يحصل هو "مهزلة" وانه " لا يسمح بالاعتداء على الدين ". إغلاق الملف القضائي من جهة أخرى قال منجي الخضراوي الكاتب العام لنقابة الصحفيين التونسيين بأنّه " من الأرجح أن لا يتمّ إقحام القضاء في القضايا الخلافية المتعلّقة بالرأي مثلما كان يفعل النظام السابق ". وأضاف الخضراوي أنّ " نقابة الصحفيين تنتصر لكلّ أشكال حريّة الرأي والتعبير دون المساس ببعض القيم التي يجب تحديدها". كما أكّد الكاتب العام لنقابة الصحفيين أنّه "تمّ توظيف هذه القضية توظيفا سياسيا في فترة الانتخابات ووقع الرجوع إليها من حين إلى آخر وكلّما اقتضت الحاجة ". كما دعت النقابة ل " غلق الملف القضائي ومناقشة هذا الإشكال في فضاءات أكثر حرية وأجدر بهذا النقاش ". وللتذكير فإنّ الفيلم قد تمّ عرضه يوم 7 أكتوبر الفارط في خضم الحملة الانتخابية للمجلس الوطني التأسيسي. وقد أثار هذا الفيلم الإيراني موجة غضب وعنف لاحتوائه لقطة تجسد الذات الإلهية ولكن أيضا ترجمة "فجة" الفتاة الصغيرة في الفيلم للحوار إلى اللهجة التونسية بقولها "برّ عليّا قتلوه وإنت ما عملتي شيء" و"برّ عليّا ما عادش نحبّك". كما حاولت مجموعات سلفية متطرفة مهاجمة مقر القناة في العاصمة وقدّم نبيل القروي اعتذاره على بث الفيلم، لكن التظاهرات التي قادها سلفيون استمرت. وقد عبّر ممثلو وسائل الإعلام عن استيائهم لقرار المحكمة في جلسة المنقضية منع الصحافيين من تصوير المداولات.