فاز الاشتراكي فرانسوا هولاند في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الفرنسية التي جرت أمس وتغلّب على الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي بتحقيقه نسبة 52 % من أصوات الفرنسيين، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية في البلاد. وصرح هولاند بعد فوزه في تول بوسط فرنسا "مهمتي من الآن فصاعدا إعطاء الهيكلية الأوروبية بعدا من النمو والازدهار والمستقبل". واضاف "هذا ما ساقوله باسرع ما يمكن لشركائنا الأوروبيين وفي مقدمتهم ألمانيا". وكانت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل رفضت لقاء هولاند خلال الحملة الانتخابية وذلك بسبب معارضته لمعاهدة الانضباط المالي التي تم التفاوض عليها في مطلع العام بدفع من المانيا. واعتبرت الصحف الألمانية الصادرة الاثنين ان فوز هولاند يشكل هزيمة لميركل التي دعمت ساركوزي حتى النهاية. وكتبت صحيفة "فايننشال تايمز دويتشلاند" الاقتصادية "انه منعطف خصوصا لميركل فقد أصبح هولاند الذي أرادت تفادي اللقاء به باي ثمن رئيسا بدلا من ساركوزي". واعتبرت صحيفة "دي فيلت" ان "الالمان يجدون أنفسهم لوحدهم مع معاهدة الانضباط المالي". من جهته، اعرب رئيس الحكومة الايطالية ماريو مونتي عن رغبته في "التعاون الوثيق مع فرنسا لا سيما في اطار اوروبي"، وذلك في رسالة تهنئة وجهها عبر الهاتف مساء الأحد الى هولاند. وأضاف مونتي أن "هدف هذا التعاون يجب ان يكون اتحادا اكثر فاعلية وتركيزا على النمو". وعلى صعيد ردود الفعل الدولية بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في فرنسا ، هنّأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما هولاند في اتصال هاتفي أجراه معه، معربا عن أمله "في العمل الوثيق مع الرئيس المنتخب وحكومته في مجمل الملفات الصعبة في مجال الاقتصاد والأمن". وأشار أوباما إلى أنه سيستقبل الرئيس المنتخب هولاند في كامب ديفيد قبل قمة مجموعة الثماني، وقمة الحلف الأطلسي في شيكاغو هذا الشهر، واقترح أن يلتقيا في البيت الأبيض"، لافتا الى أنه وهولاند تناولا خلال الاتصال الهاتفي "التحالف الدائم بين الأميركيين والفرنسيين". كما هنّأ هولاند كلّ من رئيس الوزراء البريطاني ووزير الخارجية الألماني ورئيس البرلمان الأوروبي ورئيس حزب الاشتراكيين الديموقراطيين الالماني ورئيس الحكومة الايطالية، ورئيسة وزراء الدنمارك، والرئيس الفنزويلي، ورئيس جنوب إفريقيا، وملك المغرب، والرئيسين التونسي والجزائري، إضافة الى ورئيس المفوضية الأوروبية. ويركّز هولاند بشكل خاص على المسائل الضريبية فيما تعهد بإعادة التفاوض بشأن معاهدة الاتحاد الأوروبي للنمو المالي، والتي وقعها الرئيس ساركوزي (وكالات)