أكد وزير الصحة عبد اللطيف المكي اليوم الاربعاء أن ميزانية وزارة الصحة لا تضبط حسب حاجيات الشعبللخدمات الصحية ولكن حسب ضرورة التقشف في النفقات. وقال بمناسبة افتتاح حفل الذكرى الاربعين لانبعاث الديوان الوطني للاسرة والعمران البشرى بالعاصمة ان الواقع يفرض مضاعفة ميزانية وزارة الصحة مفيدا بأن نفقات المجموعة الوطنية على الامراض المزمنة وحدها تبلغ 3 ملايين دينار يوميا أى ما يعادل قرابة 1100 مليون دينار سنويا في حين لا تتعدى ميزانية وزارة الصحة 1500 مليون دينار. وأقر الوزير بوجود خلل هيكلي في المنظومة الصحية وصفه بالاختلال بين ارتفاع الطلب على الخدمات الصحية وقلة الطلب مشددا على ضرورة تعزيز الاستثمار في الموارد البشرية وفي المؤسسات الاستشفائية والتجهيزات من أجل مجابهة الواقع. وأفاد بأن الدولة مطالبة بمضاعفة عدد الصيادلة وأطباء الاسنان 5 مرات في القطاع العمومي لتلبية الحاجيات ومضاعفة أسرة الايواء في المستشفيات مرتين معلقا ان الامر يحتاج الى جهد مالي وتنظيمي وتكويني كبير . ونفى الوزير وجود ما يطلق عليه ظاهرة بطالة الاطباء في تونس. وحسب معطيات وزارة الصحة يتوفر في تونس 1 فاصل 29 طبيبا لكل الف ساكن في حين يبلغ المعدل العالمي 2 فاصل 5 طبيبا لكل الف ساكن. وتؤمن المستشفيات التونسية 2 أسرة لكل الف ساكن بينما يبلغ المعدل حسب المنظمة العالمية للصحة 4 فاصل 5 أسرة للالف ساكن. ونوه من ناحية أخرى بنجاح الديوان الوطني للاسرة والعمران البشرى طيلة مسيرته منذ انبعاثه سنة 1973 في تأمين مساهمته في دعم التنمية الشاملة والمستديمة وخاصة في ما يتعلق بصحة الام والطفل والشباب والحد من الفوارق بين الجهات والفئات. ولاحظ أن الديوان باعتباره طرفا فاعلا في السياسة الصحية بالبلاد مؤهل للاسهام في النهوض الصحي لكل الشرائح الاجتماعية وتحسين مقومات العيش لديها وفي العمل على تطوير المؤشرات الصحية الى مستوى أفضل ولا سيما مؤشر وفيات الامهات الذي قال انه لايزال دون المستوى المرجو. وبينت الامينة العامة المساعدة لصندوق الاممالمتحدة للسكان ليلى جودان أن الديوان مثل المحرك الرئيسي للخطط الوطنية المتعلقة بالصحة الانجابية طيلة مسيرته مشيرة الى أن التعاون بين الصندوق والديوان انطلق سنة 1974 وأثمر نتائج ايجابية عديدة سواء على المستوى المحلي أو في اطار التعاون متعدد الاطراف خاصة مع دول الجنوب. وقال مدير مكتب الصحة العالمية بتونس قويدو ساباتينلي ان تونس مثلت في مجال الصحة الانجابية نموذجا اقتدت به عديد الدول الاخرى مستعرضا أوجه التعاون بين المنظمة العالمية للصحة والديوان الوطني للاسرة والعمران البشري وفي مقدمتها مركز التكوين الدولي والبحث في الصحة الانجابية والسكان الذي اختير مركزا متعاونا مع المنظمة سنة2009 . وتعرض ممثل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي أتسوشي أسانو الى التعاون مع الديوان الذي تجلى بالخصوص في انشاء مركز انتاج المدعمات السمعية البصرية والمطبعة التابعين للديوان. وتحدث المدير العام للوكالة الاسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية رافائيل بانيدا عن الشراكة مع الديوان التي أثمرت بالخصوص احداث مركز الرعاية النفسية لفائدة النساء ضحايا العنف في تونس الذي يقدم خدمات تشمل مجالات الاصغاء والارشاد والتوعية والاحاطة النفسية للنساء ضحايا العنف وللاطفال المعرضين اليه. يذكر أن الديوان الوطني للاسرة والعمران البشرى أحدث في 23 مارس سنة 1973 وهو منشأة عمومية تحت اشراف وزارة الصحة مكلفة بتنفيذ السياسة الوطنية للسكان في مجال تنظيم الاسرة والصحة الانجابية0 ويأتي الاحتفال بالذكرى الاربعين لانبعاث الديوان تزامنا مع اليوم الوطني للاسرة والاسبوع المغاربي للصحي العائلية.