مصر تنظيما إرهابيا.. النهضة تنتقد.. قلق أمريكي.. والعرب بين مرحب ورافض تسارعت الاحداث في مصر بعد التفجير الارهابي الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية بمصر واسفر عن مقتل 14 قتيلاً واصابة أكثرمن 130 باصابات بالغة الخطورة.. تطورات عديدة عرفها المشهد المصري اثر التفجير الارهابي بتحميل الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية بضلوعها في تفجير المنصورة. تحميل لجماعة الاخوان مسؤولية التفجير الارهابي رافقه اعلان مجلس الوزراء المصري تصنيف جماعة "الإخوان المسلمون" وتنظيمها جماعة إرهابية في الداخل والخارج وحظر جميع أنشطة "الإخوان المسلمين"، وذلك بناء على نص المادة 86 من قانون العقوبات المصري. أثار إعلان جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا موجة من ردود فعل دولية وعربية متباينة، بين مرحّب بقرار السلطات المصرية وتحميل جماعة الاخوان مسؤولية العنف في مصر، ورافض لهذا الإعلان الذي سيزيد من تنامي دوامة العنف في مصر بعد حظر انشطة جماعة الاخوان داخليا وخارجيا. حركة النهضة تنتقد أولى المواقف صدرت عن حركة النهضة في تونس التى انتقدت تصنيف السلطات المصرية جماعة الإخوان المسلمين تنظيما "إرهابيا" إثر تفجير استهدف الثلاثاء مديرية أمن في مدينة المنصورة. وجاء في بيان للحركة أن "الحكومة المصرية القائمة سارعت إلى اتهام جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء التفجير الذي تعرضت له مديرية أمن المنصورة في مصر وصنّفت الجماعة تنظيما ارهابيا رغم ان الجهة التي قامت بالعملية أعلنت عن نفسها ولا علاقة لجماعة الإخوان المسلمين بها". وأعربت الحركة عن اعتقادها بأن "قرار تصنيف الإخوان المسلمين تنظيما ارهابيا يمثل هروبا إلى الأمام من جانب حكومة الانقلاب وتحريضا إضافيا على طرف سياسي التزم بالديمقراطية والسلمية." واعتبرت أن المستهدف الحقيقي من القرار هو الحرية والدمقراطية "أهم مكاسب الثورة وأن"الحرب الشاملة على الإخوان المسلمين مقدمة لاستئصال كل نفس دمقراطي وحر في مصر." ونبهت الحركة كذلك إلى "خطورة التحريض ضدّ (حركة) حماس واتهامها بالضلوع في الاعتداء وما يمثله من استهداف للمقاومة الفلسطينية وتشويه لصورتها". وجددت حركة النهضة التونسية إدانتها للاعتداء على المركز الأمني وتعاطفها مع ضحايا الانفجار. قلق امريكي من جهته أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، عن قلقه إزاء تصنيف جماعة "الأخوان المسلمين" في مصر كجماعة "إرهابية". وأوضحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن "كيري شدد أيضا على الحاجة الملحة لعملية سياسية شاملة لكل الأطراف السياسية تحترم حقوق الإنسان لكل المصريين من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والتغيير الديمقراطي". فيما حذّر حزب النور السلفي المصري، من تداعيات القرار معتبرا ان تصنيف الجماعة كتنظيم ارهابي "قد يدفع بعض أعضاء الإخوان إلى ممارسة الإرهاب أو الانعزال". وقالت جماعة الإخوان المسلمين إن قرار الحكومة المصرية اعتبارها "تنظيما إرهابيا" هو "منعدم وصادر من حكومة باطلة"، ولا يقوم على أي دليل قانوني ولن يغير أي شيء في الواقع، كما وصف احد القياديين في مكتب جماعة الاخوان ان تصنيف جماعة الاخوان تنظيما ارهابيا" باطل وقرار سياسي لاقصاء الجماعة من الساحة السياسية المصرية". ترحيب كويتي وذكرت صحيفة "السياسة" الكويتية ان أوساطا نيابية وسياسية وقانونية ومدنية وشعبية كويتية، رحبت بقرار الحكومة المصرية، المتعلق بتصنيف "الإخوان" جماعة إرهابية، وطلبها من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إبلاغ الدول التي انضمت إلى الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب بالقرار المصري، معتبرين أن على الكويت أن "تحذو حذو مصر التزامًا بتطبيق الاتفاقيات العربية وحماية لأمنها واستقرارها". فيما لم تصدر عدة بلدان عربية اية بيانات رسمية او تصريحات لتبيان موقفها من قرار التصنيف. "تصنيف خطير" من جهة اخرى وصف رضا بلحاج القيادي في حزب التحرير قرار السلطات المصرية "بتصنيف جماعة الاخوان كتنظيم ارهابي بالخطير" مشيرا الى ان حزبه ضد اي تصنيف للجماعات الاسلامية، وبين ان عنوان الارهاب عنوان مخادع تشرف عليه الدول الكبرى في سياقات كبرى لامتصاص القضايا الرئيسية الكبرى في المنطقة العربية. كما اكد ان تنظيم جماعة الاخوان له امتداد عربي وتداعيات ادراجه في خانة المنظمات الارهابية ستكون اقليمية وقد تتضرر منه العديد من الدول في المنطقة العربية موضحا ان قرار التصنيف "سيعقد الامور في مصر سياسيا وميدانيا وقد يخلق خريطة سياسية جديدة ومعادلة اخرى تساهم في اعادة انتاج الديكتاتورية من جديد وانتشار الفوضى والعنف". فوضى.. انسداد سياسي وفي هذا السياق قال الأستاذ الجامعي المختص في التاريخ الإسلامي ناجي جلول ان قرارالحكومة المصرية بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية"، قرار سياسي لا يخدم مستقبل الاستقرار في مصر خاصة مع تنامي ظاهرة التفجيرات والعمليات الارهابية في الاونة الاخيرة. واضاف ان قرار السلطات المصرية سيدخل مصر في فترة من الفوضى والاضطراب وقد يساهم في اعادة الدكتاتورية بإسم محاربة الارهاب مضيفا ان القرار قد يعيد نوعا من الانسداد السياسي في الساحة المصرية. وقال جلول انه كان على السلطات المصرية التريث قبل تصنيف جماعة الاخوان منظمة ارهابية على اعتبار ان الجماعة لها عمق وامتداد شعبي وتضم في ماهو دعوي وخيري وكذلك جماعات متطرفة وكان من الاجدر تطبيق القانون على كل تجاوز وخرق للقانون على الجماعات المتطرفة. وربط جلول قرار السلطات المصرية بتصنيف جماعة الاخوان بما يحدث في المنطقة العربية في علاقتها بالدول الكبرى التى خيرت التراجع عن تعاملها مع الاسلام السياسي نتيجة تعدد أخطاء المجموعات الاسلامية في تسيير دواليب الحكم. تنفيذ مخططات جماعات متطرفة بدوره وصف مازن الشريف الخبير الاستراتيجي في الإرهاب والشؤون الأمنية ان تصنيف جماعة الاخوان كتنظيم ارهابي ب"الأمر الخطير في المرحلة الانتقالية التى تشهدها مصر" مشددا ان المسار الانتقالي فيها متعطل نتيجة الخلافات السياسية واعلان الاخوان جماعة إرهابية لا يعني أن العمليات الإرهابية ستتوقف، بل سيتم استغلالها من المجموعات الارهابية المتطرفة لتنفيذ مخططاتها الاجرامية و الزج بجماعة الاخوان في العمليات الارهابية التى تقع لاحقا في مصر. واشار الى ان الوضع العام في مصر متأزم وستتصاعد وتيرة العنف نتيجة ادراج جماعة الاخوان في خانة الارهاب والذي لا يخدم مصلحة الانتقال الديمقراطي في مصر وكل الاحتمالات وارد بخصوص تنامي ظاهرة الارهاب حسب تعبيره. يذكر ان الإخوان المسلمين في ليبيا وسوريا والأردن والجزائر انتقدوا ايضا تصنيف الجماعة في مصر "منظمة إرهابية"، مؤكدين رفضهم لقرار الحكومة المصرية، ووصفوه ب"الظالم". الصباح بتاريخ السبت 28 ديسمبر