انقسم مكتب الرابطة المجتمع يوم الجمعة الى ثلاثة اطراف مما اجره على تأجيل الحسم في الاثارة التي تقدم بها النجم الساحلي ضد مشاركة لاعب النادي الصفاقسي «ابراهيما ندونغ» حيث نزل نادي عاصمة الجنوب بكل ثقله في هذا الملف الذي عكر صفو واجواء فريق اكابر كرة القدم وحرمه من خدمات اللاعب اذ تم تقديم وثائق ومؤيدات جديدة اثرت على سير جلسة الرابطة وقسم المواقف الى رافض لقبول إثارة النجم الساحلي وشق اخر رافض لها لان الاثارة لم تأت في سياقها العادي وشق اخر تحفظ وخير دراسة المؤيدات والوثائق التي تقدم بها النادي الصفاقسي لدعم موقفه وعلى هذا الاساس تم تأجيل الحسم في الملف الذي لن يتوقف عند قرار الرابطة بل سيصل الى مرحلة «الكناس» وهذا فيه ضرر واضح للنادي الصفاقسي الذي اصبح محروما من خدمات لاعبه. وفاجأ النادي الصفاقسي مكتب الرابطة بالمؤيدات الجديدة لصحة موقفه منها ان نهائي الكأس الذي نال فيه اللاعب «ندونغ» الانذار الذي كان منطلق الاشكال الحالي هو في الاصل مباراة مؤجلة من موسم 2011 - 2012 وليست نهائي الموسم المنقضي خاصة ان المبدأ العام يقر بأن جميع الفرق تنطلق في نفس اليوم في اليوم الجديد، واللقاء المذكور كان مباراة نهائي بين فريقين فقط. تشتت المواقف من جهة اخرى استظهر النادي الصفاقسي بوثيقة صادرة عن الجامعة مفادها ان البطولة تنطلق يوم 17 أوت ولقاء النهائي بين النجم والنادي الصفاقسي دار يوم 11 أوت لكن ورغم ان الوثيقة المذكورة صادرة قبل الجلسة العامة فانه يمكن الاستئناس بها واعتمادها لانه لا يمكن بأية حال من الأحوال حتى حسب الفصل الثاني من القانون الرياضي احتساب لقاء دور نهائي مباراة بداية موسم، فهو لقاء ختامي لموسم وهو الامر الذي شتت المواقف والاراء ولخبط قراءة القانون والفصول وظل النادي الصفاقسي وحده يدفع الضريبة وكأن هناك من يريد معاقبته على صعوده الصاروخي في ترتيب البطولة. ثقة مريبة ولئن يعتبر المدير التنفيذي للنجم الساحلي حسين جنيح (الواقف وراء الاثارة ان لم نقل مهندسها) يعتبر موقف الرابطة القاضي بتأجيل الحسم من قبيل المحاباة والانحياز لطرف معين والأدهى والأمر أن حسين جنيح يرى أن النجم عندما قدم الاثارة كان واثقا مائة بالمائة من صحتها ومن ان النجم سيكسبها وبالتالي يكسب ثلاث نقاط عجز عن الفوز بها على الميدان ولهذا نعود مرة اخرى لنؤكد على الجامعة مطالبة بتحمل مسؤوليتها وتقديم ما يثبت متى ينطلق الموسم الرياضي ومتى ينتهي حتى تتضح الرؤية ويتحمل كل طرف مسؤولياته.. ورغم ان القانون يقول ايضا ان الموسم ينطلق غرة جويلية وينتهي في 30 جوان فإنه لا يمكنه باية حال من الاحوال ان يبدأ بمبادرة دور نهائي كأس مؤجلة منذ موسمين ويبدو ان هذا الامر لم تستوعبه الاطراف التي تقف وراء الاثارة لكن في كل الاحوال لا يمكن تغيير روح القانون او تأويلها او تمطيطها على المقاس وستكون الرابطة غير قادرة على تحمل مسؤولياتها فعلا لو تعجز عن حسم هذا الملف واعادة الحقوق الى اصحابها لانه مهما كان القرار لن يرضي احد طرفي الصراع فالنجم لم يقتنع بعد ان الموسم ينطلق بالنسبة الى كل الفرق سواء تعلق الامر بمباريات البطولة او الكأس وليس بدور نهائي، لكن وبما أن هناك من يدفع الى ان تكون اثارة النجم صحيحة ومقبولة شكلا ومضمونا وهو ما يرفضه النادي الصفاقسي الذي يؤمن بأن كرة القدم تلعب على الميدان وليس في الكواليس. هل يهزم ال»سي.آس.آس» بذنب مسؤول في الرابطة وترى جماهير النادي الصفاقسي ان فريقها مستهدف وهناك من يسعى الى عرقلة سلسلة نجاحاته حيث يتحدث الفنيون على انه قادر على الفوز بالبطولة للموسم الثاني على التوالي لان لاعبيه جاهزون اكثر من غيره، كما أن النادي الصفاقسي الذي صبر المواسم المنقضية قد نجح في تكوين فريق قوي قادر على اللعب على عدة واجهات فضلا عن انه يستعد للقاء الكأس الممتازة. ويبدو أن رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم محمد السلامي قد حسم الامر عندما اكد ان تأجيل اتخاذ القرار الهدف منه دراسة المعطيات والوثائق الجديدة حتى لا يظلم اي فريق، ولكن المنطق يقتضي ان تكون الرابطة اكثر قوة حتى لا تتأثر بالهجومات المعاكسة من هذا الجانب او ذاك وان لا تتأثر بمن يتهم بأن الولاءات والانتماءات تؤثر على القرارات التي تصدرها الرابطة فهذا الهيكل منتخب وينظم البطولة وليس عيبا في ان تكون لأعضائه انتماءات رياضية مادام القانون هو الفيصل بين الرابطة والاندية اذ انه من غير المسموح ان يظلم النادي الصفاقسي لا لشيء الا لان رئيس الرابطة ينتمي للنادي الصفاقسي ولابد من ارضاء النجم الساحلي. ما على محمد السلامي واعضاء رابطته الا اتخاذ القرار السليم مادام سيقع الاعتراض عليه من احد الخصمين فإرضاء الناس غاية لا تدرك.. والنصوص واضحة والقراءات واضحة.. ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان يكون ذنب النادي الصفاقسي انتماء رئيس الرابطة الى جهة صفاقس. عصفورة الإثارة ومن المؤكد انه على الهياكل الرياضية حسم أمرها والتحلي بالجرأة والشجاعة في اتخاذ القرارات بعيدا عن التأثيرات الجانبية والحسابات لأن وضع البطولة لا يحتمل المزيد من الهزات.. وعلى كل من ينهزم فوق الميدان ان يقبل بالهزيمة ويحاول ان يصلح حاله واخطاءه بدل البحث عن اساليب اخرى للفوز.. وبالعودة الى موقف النجم الساحلي المتأكد من ان اثارته ثابتة بنسبة مائة بالمائة لابد من التساؤل من اين استقى معلوماته او من اين له هذا التأكيد الذي يبدو انه تلقاه اثناء اللقاء الذي جمع الفريقين وبالتالي فان العصفورة التي حملت الخبر الى ملعب زويتن همها الوحيد إثارة البلبلة داخل الفريقين وليس تسجيل اثارة على لاعب لم يلتزم بالقانون، واذا كان الامر كذلك فيا خيبة المسعى وبئس البطولة التي طالتها هي الاخرى حمى الاثارات والاحترازات.. ◗عبد الوهاب الحاج علي الصباح الاسبوعي بتاريخ 20 جانفي 2014