لم يتوانى مصطفى بن جعفر "البلدي" الذي عرفناه يزن كلماته ويدرك جيدا كيف يثبتها في مكانها ليمرر الرسائل التي يريدها فتكون مؤلمة وناجعة في الان نفسه ...لم يتوانى رئيس المجلس التاسيسي في توجيه دعوة مقنعة لرئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي كي يحترم "الاخلاق" التي أشار اليها بن جعفر عندما قال انه ليس من الأخلاق في شيء أن يكون المترشح للانتخابات الرئاسية القادمة في غير خط الانطلاق للجميع . وأضاف في حوار على أمواج إذاعة موزاييك عندما سئل ان كان ينوي الترشح للرئاسية انه لم يفكر بعد، وانه ان فكر في ذلك فان اول شيء سيقدم عليه هو الاستقالة من رئاسة المجلس الوطني التأسيسي. وأردف ردا على سؤال المنشط اذا كانت هذه الدعوة تنسحب على المرزوقي بالقول ان الاخلاق ومنطق الاشياء أن ينطلق جميع المترشحين للرئاسية من خط انطلاق واحد وهو ما يفترض أن ينطبق على المرزوقي غير انه وفي غياب ما يحدد ذلك في اطار الحوار الوطني او في اطار المجلس التاسيسي فإن خليفة المرزوقي يبدو ضمن المجهول على حد تعبير بن جعفر الذي قال ان استقالته لا تمثل أي مشكل لان له نائبي رئيس تمرسا في العمل ولهما من القدرات ما يمكن ان يصبح احدهما خليفة له ولو انه خص محرزية العبيدي اكثر من النائب الثاني وتجدر الاشارة الى انه وفي غياب اتفاقات مسبقة فان منطق الاشياء يفرض ان يتم وبسرعة تحديد موعد أقصى لاستقالة رئيس الجمهورية ورئيس المجلس التاسيسي من منصبيهما ان كانا ينويان الترشح للرئاسية واعتقادنا أنه لا يجب ان يتجاوز ذلك موعد المصادقة على القانون الانتخابي.