توعد الحرس الثوري الايراني "جيش العدل" الذي خطف خمسة من حراس الحدود مع باكستان برد قاس، قائلا إن الشعب الايراني ينتظر منه القيام بعملية ترمي الى تحرير المخطوفين و"سنعمل المستحيل لتحريرهم بأي ثمن، وأنهم نقلوا الى داخل الاراضي الباكستانية" وذلك في تغريدة على موقعه الرسمي في "تويتر". وأطلق إيرانيون هاشتاغ "أفرجوا عن الجنود الايرانيين" على تويتر شارك فيه الحرس الثوري بتغريدة تعهد فيها بالعمل على تحرير الجنود الخمسة الذين أعلنت حركة "جيش العدل" إنها خطفتهم انتقاماً للخليفة الراشد عثمان بن عفان. وأصدرت الحركة السنية المتشددة التي تقول إنها تدافع عن السنّة خصوصاً البلوش في إيران، بياناً بالفارسية الأحد أكدت فيه أنها خطفت حراس الحدود الايرانيين في منطقة جكيغور على الحدود مع باكستان بسبب الاهانة التي قالت إن رجل الدين المتشدد آية الله محمد تقي مصباح يزدي وجهها للخليفة عثمان بن عفان. وأضافت الحركة القريبة من تنظيم "القاعدة" "ليعلم النظام الصفوي أن الاهانة وهتك الحرمات والإساءة لأمهات المؤمنين والصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين والعقيدة المسلمين لن يكون من دون رد". وتأسست حركة "جيش العدل" العام الماضي علي يدي عبد الرحيم ملازاده، الذي يصدر بياناته باسم "صلاح الدين فاروقي"، وهو من مدينة راسك من توابع إقليم سيستان بلوشستان، ومعروف لدى قوات الامن باسم "عبد المالك ريغي الثاني"، في إشارة الى قائد حركة "جند الله"، الذي اختُطف بعملية غامضة، شارك فيها سلاح الجو الايراني واعدم في جوان من عام 2010. وكان مصباح يزدي وهو عضو بارز في مجلس خبراء القيادة ومن أبرز داعمي الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، شن في الرابع والعشرين من جانفي الماضي هجوماً حاداً على الخليفة الثالث ووصفه بأنه "كان يحب الدنيا ومنحازاً لقومه من بني أمية ومارس التمييز في أثناء خلافته ما أدى الى قتله من قبل المسلمين". ويقول أنصار يزدي المعروف بعدائه الشديد للإصلاحيين ونهج الاعتدال في ايران إنه لم يسئ للخليفة الثالث بل وجّه انتقادات له هي أخف بكثير مما وجّهه أهل السنة أنفسهم من أمثال سيد قطب للخليفة عثمان حول طريقته في الاستئثارات. ويقول يزدي نفسه على موقعه الالكتروني إن "المسمى الخليفة الأول حرف مسيرة الحكومة الإسلاميّة عن وجهتها الحقيقيّة". ويُتهم مصباح يزدي من قبل الاصلاحيين بأنه وراء فتاوى تبيح قتل المعارضين وتزوير الانتخابات الرئاسية قبل الماضية التي أفضت الى اعادة انتخاب أحمدي نجاد، وأنه شن مؤخراً هجوماً عنيفا على الرئيس حسن روحاني ووصفه دون أن يذكره بالاسم بأنه "كاذب وقاسي القلب" وخاطبه مع حكومته بلغة النصيحة "لا تنخدعوا بأميركا، ولا تسيروا وراء الرفاهية الوهمية، فهذه الرفاهية التي يعدونكم بها ما هي إلا كذبة لن تبلغوها بتاتاً، وحتى لو بلغتوها ما الثمن الذي ستدفعونه إزاء ذلك؟ لا تبيعوا كرامة الشعب ولا تضيعوا دماء آلاف الشهداء التي أريقت خلال ثلاثة عقود ونيف مقابل حفنة من الدولارات التي هي في الواقع أموالكم، إنه ضرب من الوهم". وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد انتقد أمام حشد من أساتذة الجامعات الإيرانية الرافضين لاتفاق جنيف، مشيراً إلى أن "الرافضين لاتفاق جنيف النووي مع بضعة جهلة يتم تغذيتهم من مكان معين ويطلبون منهم انتقاد اتفاق جنيف". وغالباً ما يحذر الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني من مصباح يزدي ونهجه الذي كان من أشد المعارضين لنهج ولاية الفقيه المطلقة ولنظام الجمهورية الاسلامية القائم أيضاً على الانتخابات والمشاركة الشعبية لكنه تسلق مع أنصاره جدار النظام بعد وفاة الامام الخميني العام 1989 وتمكن من زرع خلاياه في جسد النظام ومؤسساته حيث قام بتأسيس مؤسسة باقر للعلوم الثقافية التي تعد أساس وجوهر مؤسسة الخميني للتعليم والبحوث التي رأس مجلس إدارتها في عام 1995 بتكليف من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في مدينة قم الدينية وهي الحلقة التي تربط بين الجامعات الاكاديمية والحوزة العلمية الدينية للسيطرة على الشباب.(ميدل ايست أونلاين)