تم العثور على مخيم صحراوي سري كان يستخدمه ضابط الاستخبارات البريطاني لورنس العرب سليماً بعد ما يقرب من 100 عام على تركه له. وحسب عالم الآثار في جامعة بريستول البريطانية جون ونتربيرن، فإن عملية الاكتشاف تمت بفضل خريطة كانت بحوزة طيار سابق في سلاح الجو الملكي البريطاني كانت رسمت العام 1918 من الطيار نفسه الذي أشار فيها إلى موقع مخيم لورنس. وحسب الاكتشاف، فإن المخيم الذي كان يستخدمه الضابط توماس إدوارد لورنس "لورنس العرب" الذي كان مستشاراً لقوات الثورة العربية الكبرى التي قادها شريف مكة وأنجاله ضد الحكم التركي في العام 1916 يقع في منطقة نائية في صحراء الأردن الجنوبية على مقربة من الحدود مع المملكة العربية السعودية. وحسب عالم الآثار ونتربيرن، فإنه تم العثور في منطقة المخيم على بقايا بعض الجرار الفخارية ومن بينها جرة لمشروب "الروم – Rum" وبقايا طلقات نارية معبئة أو فارغة. وأضاف، كما نقلت عنه صحيفة "ميل أون صنداي" اللندنية "حين ذهبنا الى الموقع لم يكن يدور بخلدنا أن نعثر على أية بقايا أو ملامح تدل على المكان." ويقول ونتربيرن إن صورة لعدد من الجنود البريطانيين الى جانب مدرعة من طراز "رولزرويس" بحافة احدى التلال "مكّنتا أكثر من إنجاز المهمة" بعد الاستعانة بموقع "غوغل إيرث". ويشير عالم الآثار في تصريحات لصحيفة "صنداي تايمز" إلى أن كثيرًا من معالم المكان تقارب تماماً ما أورده لورنس نفسه في كتابه الشهير "أعمدة الحكمة السبعة" الذي كان كتبه بعد عودته الى بريطانيا وضمنه مذكراته عن تلك المرحلة التاريخية في منطقة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى. ويشير عالم الآثار ونتربيرن الى أن لورنس كان يستخدم المخيم السري الذي عاش فيه ما بين 1917 و1918 كقاعدة انطلاق لحرب العصابات التي كانت الأكثر دهاء ضد القوات العثمانية وقطع إمدادها وهي قادت الى نصر حاسم لقوات الثورة العربية الكبرى. يذكر أن توماس إدوارد لورنس (16 أغوت 1888 - 19 ماي 1935) ضابط بريطاني اشتهر بدوره في مساعدة القوات العربية خلال الثورة العربية عام 1916 ضد الإمبراطورية العثمانية عن طريق انخراطه في حياة العرب الثوار وعرف وقتها ب"لورنس العرب"، وقد صُور عن حياته فيلم شهير حمل اسم "لورنس العرب". وما بين العامين 1920 و1925 حين عاد الى إنكلترا، كتب لورنس سيرته الذاتية في كتاب حمل اسم "أعمدة الحكمة السبعة"، وقال عنه ونستون تشرشل "لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجة ماسة له". والتحق لورنس بعد عودته تحت اسم مستعار بسلاح الجو الملكي، وتقول المصادر البريطانية إنه عانى كثيرًا من الضغط العصبي جراء الحياة الصعبة التي عاشها وخصوصًا بعد أن أصبح مطلوبًا من العرب المعارضين لثورة الشريف حسين وانكشاف أنه عميل للمخابرات البريطانية. في عام 1934 تلقى إنذارًا بقرب اعفائه من سلاح الجو الملكي مما أصابه بانهيار عصبي. وقضى لورنس بقية حياته في كوخ في شمال "بوفينغتون"، وفي عام 1935 توفي عن ستة واربعين عامًا بعد سقوطه من دراجته النارية التي كان يقودها بسرعة كبيرة في محيط مدينة اكسفورد، وهو عائد إلى البيت من مكتب البريد بحادث قيل أنه كان مفتعلاً. ودفن لورنس في مقبرة موريتون بعد تشييعه في جنازة مهيبة حضرتها شخصيات سياسية وعسكرية مهمة ورموز للمجتمع البريطاني الأرستقراطي مثل ونستون شرشل، لورد لويد، ليدي آستور، الجنرال وفل، اغسطس جون وغيرهم، إضافة إلى حلقة من اصدقائه الذين يدعونه باسم "تي.اي.شو"، وقد تم تشييد تمثال نصفي له أمام كاتدرائية القديس بول في لندن. وفي الأخير، يشار إلى أن لورنس كانت أمه من اسكتلندا وأبوه من إنقلترا. وكان والده إدوارد انفصل عن زوجته الارستقراطية المتسلطة الليدي تشابمان بعد أن وقع في حب خادمته سارة (والدة توماس لورنس) حيث عاش معها دون زواج وأنجبا خمسة أبناء.(إيلاف)