وعد نائب وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز ليبيا، الخميس، بزيادة المساعدات الأميركية في مواجهة عنف المتطرفين، قائلا إن البلاد لا يمكنها تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي بدون التعامل مع تحدياتها الأمنية. وتبذل الحكومة الليبية جهودا مضنية لبسط سيطرتها على ميليشيات ورجال قبائل مسلحين ساعدوا في الاطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي في عام 2011. وقال بيرنز، في مؤتمر صحفي عقب محادثات في العاصمة طرابلس، "تزايد التطرف المصحوب بالعنف تحد هائل لليبيا في المقام الأول وأيضا للشركاء الدوليين لليبيا." وأضاف "هذا هو سبب شعورنا بالإلحاح ومثل هذا الشعور بالعزم على مساعدة الليبيين في بناء قدراتهم الأمنية وتعميق التعاون لمكافحة الإرهاب، وأيضا تعزيز عملية سياسية سليمة... تزيد فرص تحقيق أمن أفضل على المدى البعيد." وكان مصدر دبلوماسي غربي قد كشف لصحيفة "العرب" اللندنية أنّ عددا من الدول الغربية والعربية المعنية مباشرة بتطوّر الأوضاع الأمنية في ليبيا، انتهت من وضع اللمسات الأخيرة لعملية عسكرية داخل الأراضي الليبية اختير لها اسم "أزهار الربيع"، وذلك ضد المجموعات المتشددة التي كثفت من عمليات اختطاف الدبلوماسيين. وقال الدبلوماسي إن تنفيذ هذه العملية، التي ستكون محدودة في المكان والزمان، أصبح وشيكا بالنظر إلى التطورات الأمنية الخطيرة التي تشهدها ليبيا هذه الأيام، وخاصة منها الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية والقنصلية، واستهداف حقول النفط، بالإضافة إلى تزايد نفوذ تنظيم "القاعدة" في أجزاء متفرّقة من البلاد. وبيرنز هو أكبر مسؤول أمريكي يزور ليبيا منذ هجوم دام في 2012 على القنصلية الأميركية في بنغازي، قتل فيه السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين. وقال بيرنز إن إعادة بناء الأمن أمر حيوي لنجاح ليبيا. وأضاف "من المستحيل التنبؤ بتحول سياسي ناجح وانتعاش اقتصادي دون شعور أكبر بالأمن." ولم يوضح بيرنز كيف ستعمق واشنطن تعاونها الأمني مع طرابلس، لكنه كرر فقط أن الولاياتالمتحدة ستواصل مع شركاء آخرين تدريب قوات الجيش وقوات الأمن. ويرى مراقبون أنّ الأحداث الأمنية المتسارعة في ليبيا، وخاصة منها الاعتداءات المتكرّرة على السفارات الأجنبية، واختطاف الدبلوماسيين، وتعطيل نشاط آبار النفط وعمليات الشحن، يجعل من العملية العسكرية إمكانية واردة في هذه المرحلة الحرجة التي تمرّ بها ليبيا، لاسيما أمام تزايد الأنباء حول تمركز العديد من رموز تنظيم "القاعدة" في البلاد. وبالتوازي مع ذلك، تواترت الأخبار التي تُفيد بتسجيل تحركات عسكرية مُريبة في شرق ليبيا ترافقت مع تحليق لطائرات حربية مجهولة الهوية في سماء البلاد، كما تمّ رصد تعزيزات عسكرية تونسية على طول الحدود مع ليبيا وسط معلومات تحدّثت عن زيارة قام بها قبل أسبوع ضابط عسكري أمريكي رفيع إلى الحدود التونسية الليبية. (ميدل ايست أونلاين)