لخّص وزيرا الخارجية الفرنسي والألماني "لوران فابيوس" و"فرانك فالتر شتاينماير"زيارتهما المشتركة إلى تونس في كلمتيْن أرادهما ان تكون مفتاح هذه الزيارة ألا وهما الثقة والتعبئة هكذا قدم "فابيوس" مداخلته خلال ندوة صحفية عقدت بوزارة الشؤون الخارجية وأشرف عليها المنجي حامدي وزير الخارجية، مؤكدا على أن التعبير عن الثقة في تونس تترجمه عديد الانجازات من ذلك أن تتمكن تونس لوحدها من تجاوز عديد المراحل الصعبة التي عجزت عن تجاوزها بقية دول الربيع العربي ومن أهمها إنجاز دستور تقدمي وقرب إنجاز قانون للانتخابات والإعداد لها، ملمحا أنها بالإمكان أن يتجاوز موعدها نهاية السنة وأضاف "فابيوس" ان الثقة تتترجم كذلك في المسائل الاقتصادية التي يطمح الشعب التونسي ان تشهد تحسنا حيث قال ان القرارات اللازمة في المضمار يبدو أنها اتخذت، ثقة كذلك في تناول تونس للمسألة الأمنية داخليا وإقليميا في علاقتها بالأساس مع الوضع المتفجّر في ليبيا وهنا قال انه ونظيره الألماني يدعمان المبادرة التونسية لتنظيم حوار وطني ليبي تحت إشراف الأممالمتحدة وختم بالقول ان الزيارة المشتركة في حدّ ذاتها هي تعبير عن كل تلك المشاعر من الثقة لذلك ستعبّئُ فرنساوألمانيا جهودهما في كل الميادين لمواجهة الإرهاب الذي يهدد تونس ولانعاش الاقتصاد ودعم المجتمع المدني وقال، في هذا الإطار، ان فرنسا خصصت 500 مليون أورو للدعم وهذا تجسّم فعليا منها 300 مليون أورو لإنجاز 3 مشاريع تتعلق بالشبكة الحديدية السريعة وبتطوير الشبكة الحديدية في الحوض المنجمي وبتطوير تجهيزات ميناء رادس، زد على ذلك 150 مليون أورو من الوكالة الفرنسية للتنمية لتهيئة الأحياء الشعبية وتوفير المرافق الضرورية من ماء صالح للشراب وغيره...وقال كذلك ان هناك مشروع اتفاق لتحويل ما قيمته 60 مليون أورو من قروض إلى استثمارات. وعرج "فابيوس" إلى أهمية الاستثمارات الفرنسية في تونس اذ قال ان هناك 1300 مؤسسة فرنسية توفر 125 ألف موطن شغل في تونس، وقال ان الحكومة الفرنسية تشجع على الاستثمار في تونس لأنه استثمار في الديمقراطية كما تطرق "فابيوس" إلى الدعم الذي خصصه الاتحاد الأوروبي لتونس في إطار سياسة الجوار وقال انه سيعمل على ان ترتقي تونس إلى مصاف الدولة الأخرى المتمتعة بامتيازات تلك السياسة. وختم بالقول ان هذه الزيارة الرسمية خلال هذه الفترة الانتقالية الحساسة لن تكون خاتمة المطاف بل أن الحوار سيتواصل وسيكون له موعد قادم خلال زيارة مهدي جمعة رئيس الحكومة إلى باريس مطلع الأسبوع القادم. زيارة رسمية مشتركة، قال عنها وزير الخارجية الألماني "فرانك فالتر شتاينماير" أنهما عندما حدّدا رزنامة تحركهما المشترك واختارا أن يزورا دولتان بشمال أوروبا "جورجيا" و"مالديفيا"، فانهما لم يتردّدا لحظة عندما اتفقا على ان تقترن تلك الزيارة بزيارة لجنوب الحوض المتوسط أن تكون وجهتهما تونس، وأضاف"فرانك فالتر شتاينماير" : "جئنا لنعبر عن احترامنا لكم وعن ثقتنا فيكم وسنقدم مساهمتنا في إحداث التغيير المنتظر واننا سعداء باستقبال رئيس حكومتكم مهدي جمعة بمعية وزيرة السياحة خلال جوان المقبل في ألمانيا ...هذا وستبذل ألمانيا ما في وسعها لدعم هذه المرحلة الانتقالية وانجاح التحول الديمقراطي في تونس فقد فتحتم لوحدكم الطريق وهو ما يجعلنا نكن لكم كل الاحترام والثقة". وأردف بالقول ان مواطن الشغل لن تنزل من السماء لكن تأتي بعد ان يتم الإصلاح وتعصّروا اقتصادكم فالتغيير هو مسار متواصل. من جهته، اعتبر المنجي حامدي وزير الخارجية التونسي الزيارة بانها غير مسبوقة وانها جاءت لدعم مجهودات الحكومة اقتصاديا وفي باب الاعداد للانتخابات ، ورأى ان هذه الزيارة إشارة قوية من دولتيْن من أكبر الدول إلى ما حققته تونس من قفزة نوعية ستؤسس لعلاقة استراتيجية متطورة، وقال ان اللقاءات التي جمعت وزيرا الخارجية بالرؤساء الثلاثة تطرقت إلى دعم تونس وإلى تشجيع المستثمرين والسياح وستتواصل في المدة القادمة من خلال زيارة جمعة إلى كل من فرنس وألمانيا.