مع الحديث في الدوائر الأمريكية عن خطة لدعم المعارضة السورية بمشاركة من دول حليفة، دعا تقرير إلى اقتلاع جذور "داعش" من سوريا أولاً ثم التفرغ لمواجهة نظام بشّار الأسد وحل الأزمة العراقية. وحذر التقرير من أن الوضع صار كارثياً في العراق كما هو الحال في سوريا، بسبب التهديد الذي تمثله جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". وكان مصدران أمنيان أمريكيان قالا إن الولاياتالمتحدة تضع اللمسات الأخيرة على خطة لزيادة تدريب مقاتلي المعارضة السورية وإرسال شحنات من الأسلحة الصغيرة لهم، وذلك في الوقت الذي تكسب فيه القوات الحكومية السورية زخماً بعد انهيار محادثات السلام التي تدعمها الولاياتالمتحدة. وقالت صحيفة "التايمز" اللندنية في تقرير نشرته، الثلاثاء، إن الكونغرس الأمريكي مطالب بالموافقة على طلب الرئيس، باراك أوباما، بمنح 500 مليون دولار لتدريب وتسليح المعارضة السورية "المعتدلة". ويرى التقرير أن عدم التدخل في سوريا جلب العديد من المشاكل منها أن مئات البريطانيين التحقوا بجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، كما أن عناصر الجماعة انتشروا في العراق، وحولوا الوضع إلى كارثة هناك، وهذا ما سيدفع بملايين العراقيين إلى النزوح عن مناطقهم، مثلما يفعل ملايين السوريين. وتتابع "التايمز" بأن الأمريكيين هزموا من قبل جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام بين 2005 و2008 بالعراق، عندما استعانوا بجماعات سنية تسمى الصحوات، ولكن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، تخلى عنهم، ولا يبدو أنهم سيقفون ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام مع حكومة شيعية. ويشدّد تقرير الصحيفة اللندنية على أن معقل الدولة الإسلامية في العراق والشام هو في سوريا، حيث نشأ وتعزز، على الرغم من نشاطها في العراق، وبالتالي لابد من إلحاق الهزيمة بها في سوريا. كما يطالب التقرير إلى تسريع برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة الذي بدأ في قطر، لأن عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام يحصلون على أسلحة أمريكية من جنود الجيش العراق الذين يأسرونهم. وحيث يتهم كاتب التقرير، الرئيس السوري بشار الأسد بالضلوع في إنشاء "داعش" من خلال "الأعمال الوحشية وأفعال المخابرات"، فإنه يدعو الدول الغربية إلى تحسين صورتها أمام السوريين السنة الذين يتهمونها بالتخاذل عن التصدي لقوات نظام الأسد التي تدمر المدن والقرى بالبراميل المتفجرة، وتقتل الأطفال والنساء في البيوت والمدارس. وفي الأخير، يعتبر الكاتب أن "من يفكر في الاقتراب من نظام بشار الأسد مرحليًا من أجل مواجهة جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، كمن يعالج أعراض المرض ويهمل أسبابه". وإلى ذلك، فإن الولاياتالمتحدة كانت أعلنت انها ستزيد المساعدات وسترسل هذه الشحنات لجماعات المقاتلين المعتدلة، والتي تتواجد معظمها في الأردن بالإضافة إلى الحدود الجنوبية السورية. وأضاف مسؤولان أمريكيان ان من المرجح أن تكون تلك الإمدادات الإضافية متواضعة ولن تشمل صواريخ أرض جو مما يثير تساؤلات بشأن التأثير في حرب أهلية أودت بحياة ما يقدر بنحو 136 ألف شخص، وحولت تسعة ملايين شخص إلى لاجئين وتهدد بزعزعة استقرار المنطقة. وكان مقاتلو المعارضة السورية طالبوا إدارة الرئيس باراك أوباما توفير أسلحة متطورة تشمل صواريخ أرض جو وممارسة ضغوط عسكرية أقوى على الرئيس بشار الأسد المدعوم من روسيا، والذي كثف قصف الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في الأشهر الأخيرة. وقال مسؤول حكومي أمريكي سابق على إطلاع على الخطة إن التدريب سيتم على دفعات صغيرة ومن المرجح اشتراك حلفاء للولايات المتحدة. وأضاف المصدران انه على الرغم من قبول إدارة أوباما أن هذه الخطة لن تغير مجرى الصراع بشكل حاسم ضد الأسد فإن المساعدات الأميركية قد تحسن فرص أن يكون للولايات المتحدة حلفاء بين القوى الثورية المنتصرة في حالة خلع الأسد. ويقول المسؤولون الأوروبيون والأمريكيون إن أقوى الجماعات المناهضة للأسد جماعات متشددة مثل النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام والتي إما يرتبط بعضها بالقاعدة أو أنها متطرفة جداً إلى حد ان القاعدة تندد بها. (وكالات)