مع طول ساعات الصيام في هذا الشهر الكريم وخاصة تزامن حلوله مع ارتفاع درجات الحرارة يزداد تنويع وجبات السحور وتحضير أفضل الاطعمة والمشروبات التي تساعد الصائم على تحمل الجوع والعطش وتظل العصيدة العربي و البسيسة اضافة الى الحلبة و اللاقمي من اهم مكونات وجبة الصحور بجهة قبلي التي تنطلق عملية تحضير محتوياتها قبل حلول شهر رمضان بأسابيع. وذكرت الحاجة عائشة أصيلة مدينة قبلي انه قد جرت العادة التي توارثها اهالي الجهة عن أجدادهم على مقاومة حر الصيف من خلال اعداد أطعمة ومشروبات تمنح الجسم القوة والقدرة على مقاومة العطش وحرارة الطقس. وتحرص نساء الجهة قبل حلول شهر الصيام على اعداد هذه الاطعمة حيث تتنقلن الى الاسواق لاختيار أجود أنواع التوابل المكونة لبسيسة رمضان تابل وكمون وحبة حلاوة ولوز وحمص وبعد تحضير حبات القمح تضاف التوابل ليستخرج منها بعد رحيها أجود أنواع الدقيق الذي يضاف اليه الماء والسكر ويوزع على الصائمين كل ليلة في أكواب. وعن الطبق الرئيسي لوجبة السحور أضافت الحاجة عائشة انه يتمثل بالنسبة لمعظم العائلات في العصيدة العربي او ما يسمى بالعيش وهي خليط من الدقيق والماء يغلى على النار حتى تتماسك مكوناته التي تحرك طيلة فترة الغليان ويتم تقديمهابعد اضافة أفضل أنواع الزيت وكمية من السكر او العسل ولهذه الوجبة دور هام في تجنيب الصائم الجوع الى جانب كونها لا تسبب له تأثيرات جانبية كالحرقة في المعدة. وبالنسبة لافضل المشروبات التي تتناول في وجبة السحور أوضح العم محمد ان أهالي قبلي يكثرون في شهر الصيام من استهلاك مشروب اللاقمي في وجبتي الافطار والسحور وذلك نظرا لقيمته الغذائية وما يحمله من سكريات قادرة على تعويض ما خسره الجسم من مكونات طيلة فترة الصيام. واشار الى ان بعض الرجال يعمدون قبل حلول شهر رمضان بأسبوع او اثنين باختيار افضل اصول النخيل من غير دقلة النور التي سيستخرج منها شراب اللاقمي وهي عملية تعرف بالجهة بقتل النخلة التي تصبح عادة غير قادرة على الانتاج بعد هذه العملية. وتقع عملية تحضير النخلة عبر قص اغلب جريدها لكشف الجزء الاوسط منها او ما يعرف ب قلب النخلة ثم قص هذا القلب بطريقة أفقية باستعمال الة حادة تعرف بالحجامة وتثبيت قطعة قصيرة من القصب لا يزيد طولها عن 30 سنتيمترا بالقلب تمثل المكان الذي سينسكب منه شراب اللاقمي مع الحرص على قص القليل من قلب النخلة يوميا بسمك لا يتجاوز السنتيمترين لتجديد قدرتها على انتاج المشروب الذي يتم جمعه في أواني بلاستيكية او فخارية تعلق بأعلى النخلة ثم يصفى محتواها ويحفظ عادة في درجات حرارة معتدلة بالثلاجات ليحافظ الشرابعلي برودته ومذاقه السكري .