ترددت اخبار عن استقالة قائد اركان جيش البر امير اللواء محمد صالح الحامدي .. استقالة ان تاكدت تعتبر معقولة فقيادة جيش البر في هذا الظرف اثبتت هنات واضحة كانت من نتائجها المؤلمة سقوط عدد من الشهداء في عمليتين مؤلمتين خلال عشرة ايام فقط بما يعني ان الاتعاض من الاخطاء لم يكن بالقدر المطلوب ، فالحرب ضد عصابات ارهابية تختلف تماما عن الحرب التقليدية فهي تستوجب خططا مستحدثة وعمل استخباراتي متطور وتجهيزات وقائية فهل توفر كل هذا لجيش البر؟ اول التساؤلات المشروعة المطروحة هي ما مدى تناسق العمل بين الطائرات الاستطلاعية دون طيار وما تدره من معلومات ان تم استخدامها وبين القوات الميدانية عبر القيادة العليا والمتوسطة ، فمثل تلك الطائرات كانت ترصد وتنقل المعلومات فوريا عن كل تحرك فهل كانت المعلومات تصل من هم بحاجة لها. ثاني التساؤلات اي خطط يعتمدها جيش البر لمقاومة المد الارهابي فطبيعة حرب العصابات تختلف عن الحروب التقليدية اذ هي في حاجة الى رافد استخبراتي وتحرك ميداني سريع وخفي ومباغتة وتجهيزات فهل سعت قيادة الجيش لتوفير مثل هذه الخطط. ثالث التساؤلات تتعلق بالتجهيزات فتونس حصلت على مدرعات مضادة للالغام ومصفحة من تركيا فهل تم استخدامها في المناطق المتقدمة ولماذا لم يكن جنود غار الدماء الذين باغتهم كمين يركبونها .. تساؤل مشروع عندما تتحدث اطراف عن بقاء تلك المصفحات في المستودعات وهي التي تعد بالعشرات رابع التساؤلات تتعلق بمدى تحرك قيادة الجيش وقدرتها على مغادرة مكاتبها والتنقل ميدانيا الى حيث مسرح العمليات لرفع معنويات الجنود وتحفيزهم والاشراف المباشر على قيادة العمليات الميدانية .. لم نشاهد ذلك ولم نسمع عنه لكن في المقابل اطل علينا قائد قوات جيش البر عبر التلفزيون في ثوب القائد المنهزم وهو ما لم يستصغه العديد عموما قد يكون قائد جيش البر من افضل ما يتوفر بالجيش استقامة واخلاقا غير ان ما يحتاجه جيش البراليوم هو قائد ميداني يهاجم ويستنبط الخطط المتطورة ويتاقلم مع الظرف يؤلم عدوه ولا يتالم .. قائد جيش بعيدا عن المحاصصة الحزبية والصلاحيات الدستورية قائد جيش ينبع من رغبة عموم التونسيين في ان يكون جيشنا فاعل وناجع لا من رغبة من يبحث عن الولاءات قبل الكفاءات .. فهل سيتوفر ذلك قريبا ننتظر لنرى