يكشف وزير الصحة محمد صالح بن عمار في حوار مع صحيفة "النهار الجزائرية"، عن مضمون الاجتماع الذي عقده في مدينة جنيف السويسرية مع وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الجزائري عبد المالك بوضياف. ويتحدث بن عمار عن التنسيق بين البلدين في عديد المجالات، على رأسها قطاع الصحة والفلاحة، فيما يخص انتشار وباء الحمى القلاعية. هل هناك تنسيق صحي بين الجزائروتونس على ضوء ما يعيشه البلدان من خطر انتشار الأمراض والأوبئة؟ هناك تنسيق على أعلى مستوى بين الجزائروتونس، لأن أمن الجزائر هو أمن تونس، وأمن تونس هو أمن الجزائر، نحن لا نتحدث عن الأمن الصحي والأمن الغذائي فقط، بل على جميع المستويات، ونحن لا نسمي ذلك هجرة، لأن هناك سواحا جزائريون يتوجهون نحو تونس، وهناك علاقات قرابة بين شعوب البلدين، الفرق بين تونسوالجزائر غير موجود، إذ أننا نكاد نكون بلدا واحدا، وعليه فالتنسيق أكثر من ضروري. هل هناك لقاءات بينكم وبين وزير الصحة الجزائري محمد بوضياف في هذا الخصوص؟. أجل طبعا.. وآخر لقاء كان شهر ماي الفارط بجنيف السويسرية، واتفقنا في اللقاء الهام مع وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الجزائري عبد المالك بوضياف، على بعض الأشياء، وفي أقرب وقت ستدخل تلك القرارات حيّز التنفيذ، مثلا التنسيق في نطاق منظومة الدواء، مما يعني ألّا تكون الوصفة في الجزائروتونس مختلفة، وهو ما يعني توحيد الوصفة التي يقدّمها الطبيب للمريض لتصبح موحدة بين الجزائروتونس وأيضا المغرب. ما هي أهم القرارات التي خلص إليها اجتماعكم مع وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف؟. عندما تقابلنا مع وزير الصحة الجزائري في جنيف، قررنا تكثيف مجال التبادل الصحي بين البلدين من ناحية التكوين، خصوصا في مجال الطب الاختصاصي، إلى جانب المشاكل الأخرى المتعلقة بالطب البيطري، الأبقار والأغنام التي تتنقل بين البلدين، ووباء الحمى القلاعية. بخصوص وباء الحمى القلاعية، كشفت التحقيقات أن مصدر الوباء هو تونس، هل هناك تنسيق أو إجراءات استثنائية بين البلدين للحدّ من انتشار هذا الوباء؟. هناك إجراءات بين البلدين لتبادل الاتصال المباشر بين وزراء القطاعات المعنية، على غرار وزارة الفلاحة التونسية ووزارة الفلاحة الجزائرية، إلى جانب وزارتي الصحة التي هي مسؤولة عن تقديم اللقاحات، وقد كان هناك تبادل في تقديم اللقاحات بين البلدين. وأنا أقول، إن ما وقع بخصوص انتشار الحمى القلاعية يؤكد أن ما يمس الجزائر يمس تونس، وهذا هو التنسيق العالي بيننا، خاصة فيما تعلق بالتكوين والأدوية والأزمات، بصراحة تامة هناك تفاهم تام بين سلطات البلدين. لكن الجزائر قرّرت وقف استيراد المواشي من تونس إلى إشعار لاحق، هل تملكون تاريخ إلغاء هذا القرار؟. صراحة هذا الموضوع ليس من صلاحياتي، لأنه من صلاحيات وزير الفلاحة التونسي، لأننا في وزارة الصحة نتكفل باللقاحات فقط، لكن حسب علمي، فإن البقر والغنم يتنقلون بحرية مطلقة في الحدود، ومن الصعب جدا التحكم في مثل هذه الأوبئة، لأننا لا نستطيع بناء جدار عازل على مستوى الحدود الجزائريةالتونسية لمنع عبور المواشي، خاصة البقر الأحمر المعروف عندنا أنه يرعى في الجبال لوحده، لكن إن شاء الله سنتحكم في وباء الحمى القلاعية بالتلقيح، لأننا نملك برامج مع الإخوة الجزائريين للتحكم فيه، خاصة إذا علمنا أن الحمى القلاعية لا تمس البشر، نحن لسنا متخوفون. الجزائر فعّلت مخطط الطوارئ عبر المعابر الحدودية والموانئ والمطارات لمواجهة ال«إيبولا»، كيف تتعامل تونس مع الوضع خاصة مع تزايد حالات الإصابة عبر عديد الدول الإفريقية؟. في الحقيقة ليس لدينا تنسيق بين الجزائروتونس في هذا المجال، تونس قامت بتفعيل مخطط الطوارئ على المعابر والحدود وتفعيل إجراءات لمحاربة وكشف حالات «إيبولا»، وعلى الرغم من أن الحالات المسجلة، تبعد بملايين الكيلومترات عنا، إلا أنه لا يجب علينا تجاهل الوضع، يجب أن نعرف كيف نتعامل مع هذه الفيروسات، وفي حال تسجيل أي حالة لقدّر الله، فنحن متيقظون وسنتخذ الاحتياطات اللازمة (النهار الجزائرية)