شهدت الأيام الأخيرة ارتفاعا واضحا وملحوظا في أسعار الخضر والغلال وهو أمر اتعب المواطن التونسي في ظل اقتصاد وبنية اقتصادية ما زالت في مرحلة متدهورة، وأصبح يهدد عديد الأسر ذات الدخل المحدود. "الصباح نيوز" قامت أمس بجولة في بعض محلات بيع الخضر والغلال والسوق البلدي بأريانة الذي كان شبه فارغ ولاحظنا مدى ارتفاع الأسعار وعزوف المستهلك عن الإقبال إلا لما يحتاجه في استهلاكه اليومي وبكميات محدودة .. ورغم ان وزارة التجارة، وأمام الارتفاع المهول لسعر البطاطا الذي وصل في الأيام القليلة السابقة الى 1100مليم الكيلو الواحد، قامت بتحديد السعر الأقصى لبيعها للعموم ب 850 مليما إلا أننا لاحظنا ان بعض المحلات لم تحترم هذه التسعيرة خاصة بجهة أريانة حيث يصل سعر الكيلو إلى 980 مليما. وهو ما تسبب في تذمر المواطن وحيرته تجاه الصعود الصاروخي للأسعار الذي يزداد يوما بعد يوم ولامبالاة الجهات المعنية بإيقاف هذا النزيف الذي يعجز المستهلك عن مجاراته ويتسبب في تدهور مقدرته الشرائية. ما يمكن ملاحظته ايضا خلال الجولة ارتفاع في أسعار بعض المواد الاستهلاكية على غرار البيض ( 740 م ) و«المعدنوس( 700م) والتمر (9 دنانير) فضلا عن ارتفاع في اسعار السمك، كما تظل أسعار بقية المواد الأخرى محل تساؤل وحيرة على غرار لحم الضأن الذي يتراوح سعره بين 20 و22 دينارا ولحم الدجاج بين 5 و6 دنانير... أسعار مرتفعة الأمر الذي تسبب في حيرة المستهلكين خاصة من ذوي الدخل المحدود وعزوفه عن شراء السمك واللحوم الحمراء والغلال وبات يراوح بين الضروري مما يحتاجه من بعض الخضر. وقال كريم (بائع خضر) :» إن ارتفاع الأسعار تسبب في تراجع حركة البيع والشراء، حيث أدى إلى انخفاض معدل بيع الخضر بشكل ملحوظ خاصة وأن زيادة الأسعار مستمرة بشكل واضح، وأن ثمن كيلو الطماطم يصل إلى 1650 م ، بينما كيلو الفلفل يتراوح بين 1890 و2000م ، وهناك كثير من الأسر لا تستطيع الشراء بتلك الأسعار، لذا تلجأ إلى تخفيض الكميات التي تستهلكها، الأمر الذي يؤدى إلى ركود السلع. وأوضح سليم (تاجر بأحد محلات الخضر) أن المستهلك والتاجر هما أيضا ضحايا لهذا الغلاء نتيجة «استكراش» كبار التجار وأباطرة القطاع على مسالك التوزيع. مؤكدا انه ايضا قد يكون عرضة للخسارة بسبب بقاء سلع تقدر بالملايين مما قد يعرضها للتلف عندما يعزف المواطن عن شرائها «. من جهتها قالت إيمان (معلمة)، إن الدولة لا تراعي المستهلكين من ذوي الدخل المحدود الذي أصبح معظمهم يعيشون تحت الفقر، حيث ان الارتفاع المستمر للمواد الغذائية الأساسية يهدد أمنهم الغذائي». اما سليم (موظف) فقال: ارتفاع الأسعار هو أمر شاق ومرهق على الموظف البسيط»، متسائلا: من أين لي مواكبة ارتفاع الأسعار ولي أربعة أطفال مع الغلاء اليومي والمفاجئ الذي نشهده لكل المواد الغذائية الأساسية». مؤكدا أن راتبه لا يكفى لتوفير أبسط احتياجات أولاده الصغار.