نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر سياسية دبلوماسية ان حزب نداء تونس هو من سيشكل الحكومة المقبلة؛ الا ان مصادر برلمانية تونسية تتوقع أن يرأس الحكومة شخصية من خارج الحزب وربما شخصية تكنوقراطية. وقالت تلك المصادر إن حزب نداء تونس لا يرغب في حرق أوراق نجاحه في بداية مشواره تحت قبة البرلمان وهو يفضل رئاسة حكومية من خارج الحزب ليظل قادرا على المناورة داخل البرلمان خاصة وأن الاستحقاقات التي يتعين على الحكومة المقبلة الوفاء بها ستكون استحقاقات حساسة، وتحديدا على الصعيد الاقتصادي. وبحسب الوكالة فإن نداء تونس يريد أيضا أن يقدم نموذجا على المشاركة بحيث لا يجمع بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ويفضل تكليف شخصية من الأحزاب التي سيشكل معها الائتلاف برئاسة الحكومة المقبلة. ومن ابرز الذين ينتظر الشارع السياسي التونسي ترشح أسماءهم لرئاسة الحكومة وزير النقل السابق الدكتور «ياسين إبراهيم» الذي يرأس حزب آفاق تونس والذي فاز بأربعة مقاعد في الانتخابات التشريعية الأخيرة ؛ وبحسب المصادر فان «ياسين» يعبر عن «روح» تونس الجديدة فهو شاب لم يصل الاربعين بعد كما أنه حاصل على الدكتوراه في عدة تخصصات وعاد إلى تونس عقب نجاح الثورة؛ ويمتلك برنامجا واضحا للإنقاذ الاقتصادي. وإذا صحت التقديرات فإن ياسين سيكون قطبا مساويا للرئيس المقبل المنتظر «الباجي قائد السبسي» وهو من القيادات التاريخية لتونس حيث يزيد عمره عن 80 عام ؛ وعلى صعيد الحقائب الوزارية فإن من ابرز المرشحين لشغل حقيبة الخارجية «محسن المرزوقي» الذي يملك علاقات خليجية واسعة تؤهله لقيادة شراكة بين تونس ودول الخليج ويرجح أن يتواجد عدد من الوزراء التكنوقراط الذين عملوا مع الرئيس السابق زين العابدين بن علي سيكونون ضمن التشكيلة الحكومية المقبلة وذلك للاستفادة من علاقاتهم بمؤسسات التمويل الدولية والوكالات الأممية المتخصصة. ورغم انتماء هذه الشخصيات للعهد السابق إلا أنها تبدو مقبولة في الشارع التونسي الذي لم يعهد منهم فسادا يشين تاريخهم السياسي وعملهم الحكومي؛ ومن الأسماء المطروحة عدد من أعضاء المكتب التنفيذي لحزب نداء ومنهم الطيب البكوش والنوري الجويني الذي كان وزيرا للاستثمار الدولي، وبشرى بن حميدة ؛ ويجد المحللون صعوبة في تقدير من يمكن أن يسميهم السبسي لرئاسة الحكومة.