نددت منظمة العفو الدولية بالانتهاكات التي تحصل في ليبيا، على أيدي الميليشيات المتناحرة واصفة إياها بجرائم حرب. وأوضحت المنظمة في تقريرها أن تلك الميليشيات تقوم بعمليات خطف وتعذيب وأشكال أخرى من سوء المعاملة بحق عشرات المدنيين، بسبب انتمائهم العشائري والسياسي، مشيرة إلى استنادها إلى صور التقطت عبر الأقمار الصناعية وإلى شهادات أدلى بها شهود عيان. وأكد عدد من الحقوقيون والمسؤولين الليبيين ما جاء في بيان المنظمة، حيث كشف المبروك حميدة رئيس جمعية «سواء» الحقوقية الليبية أن جمعيته قدمت وثائق ودلائل على ممارسة التعذيب والقتل الجماعي والهجير القسري والتشغيل بالقوة في السجون لأهالي منطقة ورشفانة بعد اجتياحها من قبل ميليشيات فجر ليبيا. المدنيون وأمراء الحرب من جانبه، قال مسؤول في الهلال الأحمر الليبي بطرابلس طلب عدم التعريف باسمه أن ما ينشر عن أعداد القتلى جراء الحروب في غرب ليبيا جلهم من السكان المدنيين، وليس ما يروج أمراء الحرب من أنهم مقاتلون بالجبهات، ومضى قائلا «محال أن تكون الأحياء السكنية ساحة للحرب في مناطق ككلة والرابطة وشكشوك وورشفانة ويكون القتلى عسكريين فقط. وأكد أن فروع لهلال الأحمر الليبي في غرب ليبيا واقعة تحت التهديد ولا تستطيع التصريح بالأرقام الفعلية والصحيحة لأعداد القتلى وهي كبيرة جدا. وعن الإحصائيات التي نشرتها منظمة العفو الدولية والمفوضية العليا للاجئين، قال عيسى مديورة ناشط حقوقي أشكك في دقة هذه الأرقام فالمنظمات الدولية ليس لديها الكوادر القادرة على مسح كل البلاد مترامية الأطراف، بالإضافة إلى أنها تستعين بما يصلها من منظمات حقوقية وناشطين، من بينهم منظرون لتيارات تشارك في القتال الدائر في ليبيا. ومضى قائلا هناك عشرات السجون المعروفة في مصراته والزاوية لا يمكن الوصول إليها، ولدينا دلائل وإثباتات عن وجود سجون سرية تعد بالعشرات من بينها سجن خاص بأسرة معروفة بمدينة الزاوية أبلغنا عنه وزارة العدل والحكومات المتعاقبة ولا يزال يعمل حتى الآن. نازحون من 29 مدينة وقرية وأردف أن 297 ألف نازح ذكروا في التقرير مجملا، ولم يذكر أنهم من 29 مدينة وقرية في ليبيا، مضيفا أن 3000 نازح من طرابلس منذ اجتياحها من ميليشيات فجر ليبيا وحتى الآن، و50 ألف نازح من أوباري جنوب البلاد، و900 أسرة من بنغازي منذ اندلاع الحرب فيها، إضافة إلى 120 أسرة من نازحي تاورغاء هاجروا إلى أجدابيا، ظروفهم أسوأ من السوء . وفي طرابلس قال أحد سكان مخيم لاجئين «نحن قرابة 5 آلاف أسرة من ككلة موزعين على مخيمات هجرنا إليها قسرنا، لقد فقد أكثرنا بيوتهم، لا يمكن لبعض الأسرة هنا إقامة عزاء لأبنائها الذين قتلوا في قصف عشوائي متبادل من طرفي القتال»، وأكد أن عشرات الأسر لا تزال عالقة داخل المدينة تستخدمهم ميليشيات هناك كدروع بشرية. لاجئ آخر سألناه عن سبب تقبله للتعازي بالهاتف فقدنا الاتصال بمجموعة من أبنائنا قبل أن تلحقنا أسرهم مما تبقى من نسوة وأطفال ورجل كبير في السن ليبلغونا أنهم قتلوا في وضح النهار على الطريق ما بين الرابطة والعزيزية بسبب انتمائهم لورشفانة، أسرهم تعيش في حالة هلع وصدمة جراء ما حدث». حروب المعتقد الديني وتمارس في ليبيا أنواع عدة من انتهاكات يقول المبروك حميدة استقاء تفاصيلها يطول، ولكن أبرزها حرب المعتقد الديني الذي لا تزال تقوده مجموعة إسلامية متشددة مدعومة من التيار الإخواني على مواقع صوفية، وسبق أن تم تصفية بعض زعماء الطرق الصوفية، أما عن حرية التعبير والرأي فحدث ولا حرج كان آخرها اكتشاف قوائم بأسماء وأرقام وعناوين ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وجدت ببيت أحد قادة المتشددين ببنغازي كان يراد تصفيتهم. ويشار إلى أن القضاء وأجهزة الشرطة والضبط القضائي تكاد تكون معطلة في العاصمة طرابلس، فيما تقوم مجموعات مسلحة تابعة لتنظيمات إسلامية متشددة متحالفة مع قوات فجر ليبيا بإقامة بوابات تفتيش أو حراسة بعض المباني الحكومية منها البنوك. وشاهد مراسل «العربية.نت»، مراكز شرطة «المدينة، وغوط الشغال، وبوسليم» مقفلة تماما لعدة أيام، فيما يتواجد فيها بعض الخفر للحراسة النهارية في قليل من الأحيان.