في ردّة فعل إعلامية عاجلة على القرارات التي اتخذتها الحكومة أمس خلال لقاء جمع مهدي جمعة بالمكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين التونسيين لتغيير المتصرف القضائي لشركة كاكتوس برود وإجراء تدقيق داخلي، نشر المنشط سمير الوافي على صفحته الإعلان التالي: "يوم الأحد 16 نوفمبر...سيكون موعد الحلقة الأصعب والأجرأ والأقوى من برنامج لمن يجرؤ فقط...الضيف سيكون سامي الفهري في أول حوار تلفزي له بعد صمت طويل...ويكشف فيه تفاصيل مثيرة وخطيرة من كواليس الحملة الانتخابية وما سبقها...والتي كان فيها على اتصال مباشر برؤساء الثلاثة الأحزاب الأولى الفائزة في الانتخابات وقياداتها...وتوقيت هذه الحلقة ليس صدفة بل هو مدروس ومقصود...لأن سامي الفهري بعد إطلاع دقيق وعميق على المشهد السياسي وكواليسه المثيرة...تكونت لديه قراءة واقعية لما ينتظرنا بعد الانتخابات...فقرر كشف معطيات وحقائق هامة و مصيرية...قد تساهم في توضيح الرؤية أمام المواطن وتساعده على حسن الاختيار أسبوع قبل الانتخابات... انتظروا هذه الحلقة الجريئة جدا." ردّة الفعل تحمل في طياتها كلاما يكتسي خطورة بالغة، والخطورة تكمن في المستوى الأوّل في توقيت استضافة المنتج سامي الفهري أسبوعا قبل الانتخابات الرئاسية خصوصا أنّ النصّ يستبطن تهديدا لما سماها الوافي الأحزاب الثلاثة الأولى الفائزة في التشريعية والمقصود بها طبعا أحزاب نداء تونس والنهضة والاتحاد الوطني الحرّ. أمّا المستوى الثاني للخطورة المضمّنة في النصّ، فتكمن في الفقرة الأخيرة التي قال فيها الوافي أنّ سامي الفهري الذي سينزل ضيفا في برنامجه "لمن يجرؤ فقط" الذي يبثّ على قناة الحوار التونسي ل"يكشف فيه تفاصيل مثيرة وخطيرة من كواليس الحملة الانتخابية وما سبقها والتي كان فيها على اتصال مباشر برؤساء الثلاثة الأحزاب الأولى الفائزة في الانتخابات وقياداتها" لا يعني غير أنّ القناة التلفزية ترمي من وراء هذه الاستضافة إلى النفخ في لهيب صراعات سياسية خفية والزجّ بها في أتون تصفية الحسابات الحزبية لتتحوّل إلى طرف في هذا الصراع وهو ما يتناقض تماما مع دور وسيلة الإعلام الذي لا يخرج عن نقل الأحداث السياسية بأمانة وموضوعية وتحليلها على لسان الفاعلين السياسيين دون أن تكون طرفا فيها. كما أنّ انجرار برنامج لمن يجرؤ فقط وضيفه سامي الفهري ومن ورائهما قناة الحوار التونسي نحو منزلق محاولات استمالة الناخب والتأثير عليه بما سيتم كشفه من "حقائق مصيرية" و"معطيات وحقائق مهمة تساهم في توضيح الرؤية أمام المواطن وتساعده على حسن الاختيار أسبوع قبل الانتخابات" توحي بأنّ سامي الفهري قد يتحوّل إلى ما يشبه العرّاف أو المنجّم الانتخابي لأنّ سمير الوافي يعلمنا أنّ ضيفه "تكونت لديه قراءة واقعية" وسيمدّنا بالحقيقة المطلقة ويرينا الطريق الأمثل والأسلم لمن سنصوّت في الانتخابات الرئاسية..فهنيئا لنا ولقناة الحوار وهنيئا لتونس بالطريقة الفهرية الجديدة في التنجيم.