تنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة استئناف تونس يوم 17 نوفمبر الجاري في قضية متهم فيها شاب من مواليد 1982 وكهل من مواليد 1967 بمواقعة أنثى غصبا باستعمال العنف والتهديد بسلاح والإعتداء بفعل الفاحشة عليها وسنها دون الثمانية عشرة عاما باستعمال السلاح والإدلاء بهوية مزيفة وحمل ومسك سلاح أبيض بدون رخصة طبق الفصول 227 و228 و237 من المجلة الجزائية والفصول 8 و15 و20 و21 من القانون المؤرخ في 12 جوان 1969 والواقع منهم ذلك خلال شهر جوان 2013 بتونس ولايتها دائرة قضاء محكمتها الإبتدائية ولم يمض على ذلك الأمد القانوني المسقط لحق التتبع. علما أن المتهمين كانا محكومين ابتدائيا بالإعدام. وقد جدت واقعة الاغتصاب بمنطقة لافايات بالعاصمة يوم 6 جوان 2013 علما وان الطفلة من مواليد 1997 وقد تحويل وجهتها واغتصابها من قبل شاب وكهل، وتتمثل أطوار الحادثة في أن الطفلة المتضررة عندما انتهت من حصّة الدراسة بأحد المعاهد الحرة الكائن بالبرطال بقصر السعيد وعلى الساعة الرابعة بعد الزوال تلقت مكالمة هاتفية من احدى صديقاتها التي طلبت منها القدوم الى محل سكناها الكائن بسان كليمون، وعند مغادرتها رفقة صديقتها وخطيب هذه الأخيرة المنزل توجهوا جميعهم مباشرة الى محطة الميترو بخزندار فاستقلوا الميترو، في اتجاه محطة سليمان كاهية أين التقوا بصديقة المتضررة التي كانت مرفوقة بأصدقائها ثم امتطت بعد ذلك المتضررة بفمردها الميترو واتجهت الى محطة «الباساج» بالعاصمة ومنها الى منطقة لافايات بالعاصمة وبوصولها بالقرب من مقهى «حنبعل» اعترض سبيلها شخص توجه نحوها قائلا لها :»عجبتني ونحب نعمل معاك قهوة» عندها أجابته «باي صفة» وفي غفلة منها أخرج سكينا كان يخفيها تحت طيات ثيابه ووضعها تحت جنبها الأيسر وأمرها بتنفيذ أوامره، طالبا منها مرافقته، فخافت منه وانصاعت لأوامره حيث عبرا عدة أنهج ثم قطعا بعد ذلك طريقا قرب جامع الفتح الى أن وصلا الى نهج ضيق عندها لامها ذلك الشخص عن عدم استجابتها لرغبته في احتساء قهوة معه ثم انهال عليها بالركل والضرب واللكم وكانت تتوسل اليه طالبة منه اخلاء سبيلها حيث واصل اعتدائه عليها بالعنف قرابة الساعة تقريبا، ثم مسكها من ذراعها الأيسر وقادها بالقوة الى شقة كانة بالطابق الثالث خلف مقهى «مسك الليل». آنذاك أمرها بأن تكتم ما صدر عنه تجاهها ثم أخفى السكين التي كان يهددها بواسطتها ثم طرق باب الشقة ففتحت له الباب امرأة، وبدخول المتضررة صحبته تلك الشقة وجدت ثلاثة رجال أحدهم زوج المرأة التي فتحت لهما الباب وطفلة صغيرة تبلغ من العمر خمس سنوات تقريبا فجلس مرافقها على احدى الأرائك وطلب منها الجلوس بجانبه وقدّمها للمتواجدين في الشقة على أنها زوجته، وكانت المتضررة في تلك الأثناء تصدر اشارات للمتواجدين بالشقة علّهم يفهمون أنه تم تحويل وجهتها من قبل ذلك الشخص ولكن نظرا لحالة السكر التي كان عليها جميعهم لم ينتبه لإشاراتها أحد، وعلى الساعة التاسعة ليلا خرجت صحبة مرافقها من تلك الشقة وقد وضع لها نفس السكين التي هددها بواسطتها في المرة الأولى وعند تحويل وجهتها على جنبها الأيسر وتوجها مشيا على الأقدام الى « حومة عربي» واستقلا سيارة تاكسي ورغم أن المتضررة حاولت ارسال اشارات لسائق التاكسي عبر المرآة العاكسة الا أنه لم يفهمها ولكنها نجحت في ارسال ارسالية قصيرة لإحدى صديقاتها خفية عن المتهم عبر هاتفها الجوال أخبرتها فيها أنه تم اختطافها وطلبت منها أن تخبر والدتها بذلك وبأن تتصل هذه الأخيرة بأعوان الأمن لتخليصها « في الأثناء اتصل مرافقها بأحد أصدقائه قائلا له حرفيا «هاني جاي» ثم لما نزلت صحبته بنهج مظلم وبوصولهما الى منزل كان بابه ليس مغلقا بمفتاح ففتحه مرافقها وجرّها الى داخله، وهناك وجدت شخصا آخر كان بحالة سكر مطبق كما وجدت شخص ثان كان مستلقيا على حاشية بصدد مشاهدة التلفاز، فدخلت رفقة مرافقها الى احدى الغرف ثم التحق بهما الشخص الذي كان بحالة سكر وأوهمها أنه عون أمن طالبا منها الإستظهار ببطاقة تعريفها الوطنية ثم أخبرها أنه بصدد المزاح معها لا غير ثم مسكها مرافقها من شعرها وأمرها بالتجرد من ملابسها ولم يرحم توسلاتها له وبكاءها وعمد الى نزع ملابسها واغتصابها ومفاحشتها ثم غادر الغرفة وقدم الشخص الذي كان بحالة سكر مطبق وصفعها على وجهها ثم اغتصبها بدوره بكل وحشية واعتدى عليها أيضا بالفاحشة وبعد أن تأكدت المتضررة أن مغتصبيها خلدا الى النوم ارتدت ملابسها ثم على الساعة السادسة صباحا غادرت ذلك المنزل واستقلت سيارة تاكسي في اتجاه منطقة باب الخضراء ثم اتصلت بعد ذلك من محل هاتف عمومي بوالدتها وروت لها ما حصل لها فحلت على عين المكان وتوجهت صحبتها الى مركز الأمن بنهج كولونيا وتقدمت المتضررة بشكاية ضد مغتصبيها. علما وانه بانطلاق الأبحاث تم الكشف عن هويتهما وايقافهما فاعترفا أمام الباحث بتفاصيل الواقعة على النحو السابق. وعندما احيلا على المحكمة تراجعا في اعترافهما ولكن مراوغتهما وانكارهما لم يقنع رئيس احدى الدوائر الجنائية بابتدائية تونس الذي قضى بالحكم عليهما بالإعدام فاستأنفا الحكم وستنظر محكمة استئناف تونس في القضية يوم 17 نوفمبر الجاري.