يأبى المدرب البرتغالي "الداهية" جوزي مورينهو أن تبتعد عنه الأضواء حتى وإن كانت مسلطة على أحد أهم الأحداث العالمية بطولة أمم أوروبا لكرة القدم المقامة حالياً في أوكرانيا وبولونيا، وأخذ يشاكس من بعيد بتصريحات مثيرة للجدل تهدف إلى النيل من قوة الإسبان خدمة لأبناء بلاده! ويتمسك مورينهو بحربه على الكرة الإسبانية من خلال إثارة الفتن بين لاعبي الغريمين ريال مدريد وبرشلونة، ولم تلبث حرب الفريقين أن تخمد بعد موسم من الاشتباكات والأزمات حتى تشتعل مجدداً ب"فعل فاعل" وفي توقيت حساس وكأن للمدرب البرتغالي "مآربه" من ذلك. مورينهو لا يطلق تصريحاته عبثاً في الهواء وإنما يقصد مضايقة الثور الإسباني لكي لا يهيج على منتخب بلاده في ظل المباراة المتوقعة بين المنتخبين في الدور نصف النهائي في حال تأهلهما على حساب التشيك وفرنسا. مورينهو يتلاعب بأعصاب المنتخب الإسباني قبل المواجهة "المرتقبة والمتوقعة" ويشكل خطراً محدقاً بمنتخب "لا روخا" الساعي إلى الاحتفاظ باللقب الأوروبي للمرة الثالثة في تاريخه فيما يحلم مورينهو مع البرتغاليين بحمل الكأس مرة واحدة في حياتهم. وكان مورينهو قد صرح أخيراً لوسائل الإعلام الأوروبية بأن "طريقة لعب مدرب إسبانيا دال بوسكي لا تتشابه مع أسلوب لعب برشلونة وإنما النادي الملكي"، موضحاً ذلك "بوجود خمسة لاعبين من ريال مدريد في صفوف المنتخب الإسباني". ولفت مورينيو الانتباه بتصريحاته إلى مشكلات لاعبي برشلونة وريال مدريد في المنتخب الإسباني في وقت يكاد فيه دال بوسكي يصاب بالصرع نتيجة العلاقات غير الإيجابية بين أبناءه والتي لم يمنحها الإعلام الإسباني اهتماماً كبيراً - لحين انتهاء العرس الأوروبي- خوفاً على مسيرة "لا روخا" في البطولة. من جهته، شكل نجم برشلونة والمنتخب الإسباني أندريس إنييستا خط الدفاع الأول أمام مورينهو وقال لمجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية إن حديث مورينهو "بلا فائدة ولا جدوى". وينتظر الكثيرون بشغف اكتشاف الحالة النفسية للاعبي ريال مدريد وبرشلونة في حال لعبوا ضد البرتغال بحضور نجوم النادي الملكي كريستيانو رونالدو وبيبي وفابيو كوانتراو، ويتساءلون إن كان بيبي أو رونالدو سيشتبكان مع بيكي أو تشافي خلال التحام على الكرة! وكيف ستكون ردة فعل زميلهم بالفريق سيرجيو راموس. ربما يصبح الأصدقاء أعداءً داخل المنتخب الإسباني وتطغى "النادوية" (روح الفريق على حساب روح المنتخب) على عواطف اللاعبين لأن الخلافات بين برشلونة وريال مدريد أكبر من "الماتادور" ويدخل فيها التشكيك في الولاءات قياساً بالنظرة الانفصالية بين كاتالونيا والعاصمة مدريد. حسابات كثيرة في قمة المنتخبين "المتوقعة" والتي ربما لن ينقصها سوى وجود العملاق الأرجنتيني ليونال ميسي ليكتمل فيها صراع الغريمين ولكن بقمصان مختلفة وتناقضات كثيرة.