قال النوري اللجمي، رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي والبصري (الهايكا)، في ما يخص الامتناع عن عمليات بث سبر الآراء، إنه "كان من المفروض أن ينطلق الصمت الانتخابي في تونس يوم الخميس وهو ما لم تنتبه إليه الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات ولم يثر أي ضجة". وأشار اللجمي إلى أن القانون الإنتخابي الصادر في ماي 2014، به نقاط يكتنفها الغموض، لافتا إلى وجود لبس في هذا القانون، نظرا إلى أنه "لم يضبط بصورة دقيقة متى يبدأ ومتى ينتهي الصمت الإنتخابي". وذكر بأن العملية الإنتخابية بالخارج تنطلق قبل يومين من تاريخ التصويت في تونس (أي يوم 21 نوفمبر) وأن الصمت الإنتخابي يكون 24 ساعة قبل انطلاق عمليات الاقتراع وبذلك يبتدئ الصمت الإنتخابي في الخارج يوم الخميس وينتهي بعد غلق آخر مكتب في الخارج أي على الساعة الثانية من صباح الاثنين 24 نوفمبر. ولاحظ في هذا الصدد أن "الصمت الانتخابي في تونس يبتدئ يوم السبت 22 نوفمبر على الساعة الصفر، لكنه ينتهي بعد غلق آخر مكتب اقتراع في الخارج، وهو ما لم تتنبه له هيئة الانتخابات"، حسب رأي النوري اللجمي. وأوضح رئيس الهايكا أن اللبس الثاني يكمن في أن القانون الإنتخابي "لم يفرق بين نوعين من سبر الآراء، أولهما يتمثل في سبر آراء الناخبين عند الخروج من مكاتب الإقتراع ويتمثل الثاني في سبر الآراء المتعلق بنوايا التصويت". وبين المتحدث أنه بالرجوع إلى المفهوم اللغوي لكلمة "سبر الآراء"، نجد أنها تتعلق بنوايا ما سيقوم به الناخب، بينما أن سبر الآراء الذي يتم بعد الخروج من مكاتب الإقترع، يتعلق بعملية قد تمت بعد، لذا لم تر (الهايكا) فائدة من منع النوع الثاني من سبر الآراء، بما أنه لا يؤثر في العملية الإنتخابية ولا في توجيه الناخبين، نظرا إلى أن هذه العملية، تكون قد انتهت مع غلق آخر صندوق للإقتراع". ولاحظ اللجمي أن "إيجابيات هذا القرار، تكمن في فسح المجال أمام وسائل الإعلام السمعي البصري، للقيام بعملها في نطاق تغطية الإنتخابات، في كنف الحرية والمسؤولية ودون تضييقات". وأضاف أن الهايكا أرادت كذلك من وراء قرارها، تمكين المواطن من الحصول على المعلومة من وسائل الإعلام التونسية، حتى لا يلتجئ لوسائل الإعلام الأجنبية وإلى شبكات التواصل الإجتماعي، لاستيقاء المعلومات التي تهم المسار الإنتخابي، وذلك تفاديا لما يمكن أن ينجر عنه من تعدد الإشاعات وعمليات المغالطة الإعلامية التي قد تكون لها نتائج وخيمة"، حسب ما جاء في تصريح رئيس هيئة الإتصال السمعي البصري. وكانت الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات، أعلنت في بلاغ لها صباح السبت، أن المحكمة الإدارية قررت الإذن بتأجيل تنفيذ قرار الهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي والبصري، المتعلق ببث نتائج سبر الآراء خلال الفترة الإنتخابية الرئاسية من قبل وسائل الإتصال السمعي والبصري. ودعت هيئة الإنتخابات، وسائل الإعلام السمعي والبصري، إلى الإلتزام بأحكام القانون الإنتخابي في هذا المجال (وات)