وجّه الاتحاد الأوروبي ما اعتبره "النداء الأخير" لكافة فرقاء النزاع في ليبيا للقبول بالحوار كحل للصراع الدائر. وأشارت الناطقة باسم الممثلة العليا للسياسة والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين راي، قُبيل انطلاق الجولة الثانية من الحوار بين الأطراف الليبية في غدامس برعاية برناردينو ليون الثلاثاء المقبل 9 ديسمبر، إلى أن الاتحاد الأوروبي يحث مجددًا كافة الأطراف وبشكل عاجل للبدء في الحوار. وأكدت كاثرين راي ل"بوابة الوسط" ضرورة تكاتف كافة الأطراف مع مهمة برناردينو ليون في تلك المرحلة الدقيقة، والامتناع عن أي شكل من أشكال العنف التي من شأنها نسف جهود التوصل إلى تسوية. وذكر مصدر في المجلس الأوروبي أن كافة الاتصالات التي جرت في العاصمة البلجيكية طوال الأيام القليلة الماضية، بمشاركة برناردينو ليون، أكدت أن جولة حوار غدامس 2 بمثابة الفرصة الأخيرة المتبقية أمام الأطراف الليبية لانتزاع تسوية برعاية دولية تكون صلبة وقابلة للعيش. وأوضح أن ليون شرح مختلف جوانب تحركه وحيثيات اتصالاته، لكن غالبية أصحاب القرار الأوروبي باتوا يشكون بشكل جدي في فرص صياغة تسوية بليبيا بسبب تنافر وجهات النظر. وشارك ليون، الثلاثاء الماضي، في جلسة سماع نظمتها لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي حول ليبيا، كما شارك في الإعداد للقاء الدول الأوروبية الخمس والولايات المتحدة حول ليبيا، الأربعاء الماضي، بمقر حلف الناتو. وكشف ليون للنواب الأوروبيين عن خطة مُفصَّلة ومحددة وبعناصر ومراحل تم ضبها لتنظيم الحوار. ويحظى ليون بدعم من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في تحركه، الذي يختلف عن خطواته السابقة؛ لكونه يرتكز على عناصر جديدة وواضحة بمشاركة هذه المرة جميع الأطراف الليبية التي تمثل ضلعًا في الأزمة، ويمكنها أن تسهم في حلها. وحصل ليون، وفق المصدر نفسه، على تحييد موقف أطراف عربية وإقليمية محددة قبل انطلاق غدامس. وأبلغ مسؤولون في بروكسيل المبعوث الأممي بأن مهمته تُواجه معارضة محددة من بعض الأطراف في ليبيا، خاصة "عناصر إسلامية في طرابلس" أعلنت عداء مفتوحًا ضد الأممالمتحدة، لافتين إلى أنه في المعسكر المقابل يوجد أيضًا متطرفون يرون أن جميع الإسلاميين إرهابيين، منوهين بوجود متطرفين لا يقبلون بالحوار داخل صفوف فجر ليبيا. ولم تكشف المصادر عن أسماء محددة لتلك الأطراف، لكن يوجد شعور بأن إيطاليا، تمتلك بالفعل قائمة محددة بالأطراف الليبية التي تعيق الحوار. وقال ليون في بروكسيل لمخاطبيه "إنه لم تعد تفصلنا سوى مهلة قصيرة قبيل نشر تلك القائمة وإطلاق الملاحقة". وذكر أن لديه اتصالات بجميع الأطراف بما فيها الجماعات المسلحة، لافتًا إلى أنه لا يمكن حل الأزمة دون إشراك المجموعات المسلحة التي تحكم قبضتها على الأرض في بعض المناطق. ويرى المبعوث الدولي لليبيا أن نجاح مؤتمر غدامس2 سيضع أسس مؤتمر سلام فعلي لليبيا لاحقًا. وكرر أن أفضل السبل لمكافحة الإرهاب يجب أن تمر عبر مؤسسات الدولة الشرعية. وكشف ليون عن خريطة تحركه أولاً عبر جمع الأطراف السياسية المتورطة في الأزمة والمجموعات المسلحة ووممثلي القبائل والأحزاب السياسية في غدامس2. ويرى أن الحل "النموذجي" سيكون بإشراك كافة فرقاء الأزمة باعتبار أن غدامس 2 هو آخر فرصة ليس فقط لليبيا ولكن لأوروبا أيضًا لتسوية نزاع يهمها بالدرجة الأولى. وأعد ليون ما يطلق عليه "خارطة طريق" تقضي بتشكل حكومة وفاق وطني ويتبعها الدفع بالعملية الدستورية واعتماد الدستور وتنظيم استفتاء سريع وفي مرحلة مقبلة إطلاق عملية لاستكمال وبناء مختلف مؤسسات الدولة وتنظيم مؤتمر السلام النهائي. ويعتبر المبعوث الأممي أن جوانب من الأزمة تغيرت في ليبيا ومنها قرار المحكمة الدستورية، لكن تقدم الجيش على الأرض دفع لتغيير المقاربة والمراهنة على مختلف الأطراف بما فيها تلك التي لم تشارك في غدامس 1، بحسب قوله.(بوابة الوسط)