كشف النقاب اليوم الإثنين عن هوية محتجز الرهائن في مقهى وسط سيدني، حيث تبيّن أنه رجل دين إيراني لديه سوابق جنائية. وقال مسؤول في الشرطة الأسترالية إن إيرانياً منح حق اللجوء في أستراليا وأدين بتهم الاعتداء الجنسي ويعرف أنه يبعث برسائل كراهية لأسر جنود أستراليين قتلوا في الخارج، هو المسلح الذي يحتجز عدداً غير معروف من الرهائن في مقهى بسيدني. ولا يزال محتجز الرهائن ويدعى هارون مؤنس (50 عاماً) متحصناً بالمقهى بعد 15 ساعة من بدء محنة الاحتجاز. وذكرت تقارير أسترالية أن مؤنس هو رجل دين إيراني مثير للجدل ومعروف لدى الشرطة الأسترالية حيث أطلق سراحه بكفالة في قضية اتهامه بالمساعدة في قتل زوجته السابقة ويواجه أكثر من أربعين اتهاماً بالاعتداء الجنسي والتحرش خلال فترة ادّعى خلالها بأنه "معالج روحي" يتعامل بالسحر الأسود غرب سيدني، وفق صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد". وكان هارون أثار اهتمام الشرطة حين وجّه رسائل تحتوي على مادة سامة إلى عائلات جنود أستراليين قتلى، قبل سبع سنوات. وولد هارون في إيران وكان في الآونة الأخيرة يقطن منطقة "بيكسلي نورث" جنوبسيدني. وقد وصف محامي اللاجئ الإيراني الذي يسمى مان هارون مؤنس بأن موكله شخص انعزالي وبالتالي يرجح أن يكون قد تصرف من تلقاء نفسه. وحصل مؤنيس على اللجوء السياسي في أستراليا بعد مغادرته بلده إيران. ونُقل في وقت سابق عن محتجز الرهائن في المقهى الواقع في وسط سيدني، أنه طلب من مفاوضيه، علم تنظيم "داعش" ولقاءً مع رئيس الوزراء الأسترالي توني آبوت، في وقت استطاع خمسة من الرهائن الفرار من المقهى. ولا تزال قوة كبيرة من الشرطة الأسترالية تطوّق مقهى "لينت" في ساحة مارتن في حي الأعمال المركزي بمدينة سيدني، فيما لا تزال راية سوداء كُتب عليه بالأبيض عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" موضوعة على إحدى نوافذه. وتعتبر ساحة مارتن الوسط المالي لسيدني، وتضم الكثير من المباني المهمة بينها مكتب حاكم ولاية "نيو ساوث ويلز" مايك بيرد، والاحتياطي الفيديرالي الأسترالي، إضافة الى مصرف "وستباك" ومصرف "الكومنولث" التي أعلنت في رسائل أنها أغلقت لدوافع أمنية. وكانت الشرطة الأسترالية أعلنت أن مسلحاً واحداً يحتجز عدداً غير محدد من الرهائن داخل المقهى، في حين قال مسؤول في شركة "لينت" للشوكولا، مالكة المقهى، إن حوالى عشرة موظفين موجودون فيه، إضافة إلى "30 زبوناً على الأرجح". غير أن الصحافي في القناة السابعة كريس ريسون الذي سمحت له الشرطة بالبقاء في غرفة الأخبار التي يستطيع منها رؤية داخل المقهى، قال إن عدد الرهائن 15 وهم من النساء والرجال من دون وجود لأطفال. وكتب على حسابه على "تويتر" "نستطيع رؤية المسلّح يجبر الرهائن على الوقوف ووجوههم إلى النوافذ، أحياناً لساعتين". ولاحقاً أظهرت لقطات تلفزيونية ثلاثة من الرهائن يركضون خارج المقهى قبل ساعة من هروب موظفتين في المقهى، وذلك بعد حوالى ست ساعات على بدء عملية احتجاز الرهائن فيه. وكشفت القناة العاشرة في التلفزيون الأسترالي أن اثنين من الرهائن أبلغاها أن محتجزهم طلب لقاءً مع رئيس الوزراء توني آبوت، وقالت في تغريدة إن الرهينتين "أفادا عن وجود أربع عبوات اثنتان في مقهى لينت في ساحة مارتن، واثنتان في وسط الأعمال في سيدني". وأشار مصدر في مجلس الأئمة الوطني الأسترالي في تصريح إلى صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد"، إلى أن المحتجز طلب علم "داعش" مقابل تحرير عدد من الرهائن. ورفضت كاثرين بيرن، نائب مفوض شرطة "نيو ساوث ويلز" تحديد عدد المحتجزين داخل المقهى، لكنها قالت إن عددهم "لا يصل إلى 30". وأكدت أن الشرطة تتفاوض مع محتجز الرهائن، لكنها رفضت التكهن بدوافعه المحتملة. وقالت بيرن إن المقاربة التي تتبعها الشرطة تقوم على التعامل مع الوضع في شكل سلمي، مقرّة بأن الأمر "قد يستغرق بعض الوقت ولكن هذه مقاربتنا. وسنعمل خلال الليل إذا استمر الوضع على حاله وسنبحث في ترتيبات ليوم غد". ودعا رئيس الوزراء الأسترالي إلى اجتماع للجنة الأمن القومي التي تضم أعضاء الحكومة ومستشارين مكلفين القضايا الأمنية لمواجهة الوضع. وقال آبوت: "لا نعلم دوافع المنفذ. لا نعلم ما إذا كان يتصرف لدواع سياسية، ولكن بالتأكيد هناك عناصر في هذا الاتجاه". وأضاف أن "هدف العنف السياسي هو إخافة الناس. أستراليا مجتمع مسالم ومنفتح وسخي. لا شيء ينبغي أن يغير ذلك. لهذا السبب، أطلب من الأستراليين أن ينصرفوا إلى أعمالهم الاعتيادية". وأعلنت حالة الإنذار القصوى في أستراليا، بعدما أعربت الحكومة عن قلقها حيال إمكان عودة مواطنين قادرين على شن هجمات، بعدما قاتلوا في صفوف تنظيمات "جهادية" متطرفة في العراق وسورية. وأصدرت القنصلية الأميركية تحذيراً طارئاً للرعايا الأميركيين في سيدني، وحضّتهم على "البقاء في حالة يقظة قصوى واتخاذ الخطوات الملائمة لتعزيز أمنكم الشخصي". وقالت الناطقة باسم القنصلية إن اثنين من الموظفين الأساسيين ظلوا بالقنصلية، ولكن كل الآخرين أعيدوا إلى منازلهم. ويقاتل أكثر من سبعين أسترالياً في صفوف "الجهاديين" في العراق وسوريا. وقتل عشرون على الأقل من هؤلاء مع تصاعد المخاوف من تطرف عدد متزايد من الشبان وإمكان شنهم هجمات لدى عودتهم إلى بلادهم. واستنكر مجلس الأئمة الوطني الأسترالي الحادث، معلناً في تعليق أنه "يدين هذا العمل الإجرامي في شكل صريح". وقال بيان مشترك أصدره مع مفتي أستراليا إن "مثل هذه الأعمال مدانة جزئياً وكلياً في الإسلام"، مشيراً إلى انتظار مزيد من المعلومات عن هوية مرتكبي هذا العمل ودوافعهم. يأتي ذلك فيما أظهرت صور تلفزيونية من وسط سيدني سلسلة من طلقات الرصاص المدوية وأفراد شرطة مدججين بالسلاح يحاصرون المقهى الذي يحتفظ فيه الخاطف الإيراني بالرهائن. كما أظهرت الصور رجل أمن وقد ارتدى سلسلة من الدروع الواقية. وأفادت تقارير بأن مزيدا من الرهائن تمكنوا من الهرب من المقهى الذي تحاصره قوات الأمن بأعداد كبيرة. وأظهرت صور تلفزيونية 5 رهائن وهم يركضون باتجاه الشرطة وقد رفعوا أياديهم في الهواء. وذكر تقرير أن فرقعة مدوية قد سمعت. وقالت الشرطة الأسترالية إنها ستبقي على وسط سيدني مغلقا حتى الإفراج عن الرهائن بدون أن يتعرضوا لأي أذى. وكانت الشرطة قالت في وقت سابق (أي قبل التعرف على اللاجئ الإيراني) إنها تتفاوض مع رجل مسلح بعد ساعات من احتجازه عددا من الأشخاص رهائن في مقهى في وسط سيدني. وطوق مئات من أفراد الشرطة المسلحين تسليحا ثقيلا المبنى الذي يوجد فيه المقهى في مارتن بليس في المنطقة المالية بسيدني. وأفادت تقارير بقطع الكهرباء في المنطقة. وحذر مسؤولون من احتمال استمرار تأمين المنطقة عدة أيام، ونصحوا الموظفين العاملين فيها بعدم الذهاب إلى عملهم الثلاثاء. وقد تمكن خمسة أشخاص من الهروب من المقهى بأمان، وقد بدت على وجوههم علامات الارتياح عند استلامهم من طرف أفراد الشرطة.(وكالات)