نشرت مواقع تواصل اجتماعي تابعة لجماعات مُتطرّفة فيديو يظهر فيه "أبو المقاتل" والشبيه بالإرهابي المورط في اغتيال كل من الشهيدين بلعيد والبراهمي أبو بكر الحكيم وهو يعترف بضلوعه في عمليتي الإغتيال.. كما ظهر في الشريط تهديد لإرهابيين آخرين بالإنتقام ممن أسموه "طواغيت تونس وعساكرهم..." وللاستفسار حول أسباب نشر هذا الفيديو في هذا التوقيت، اتصلت "الصباح نيوز" بالخبير في الجماعات الإسلامية عليّة العلاّني، فأفادنا أن هذا الشريط يدفعنا الى تقديم خمسة ملاحظات أساسية : «الملاحظة الأولى: إقرار المتحدّثين في الشريط بمسؤوليتهم في اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وهو ما يؤكد حسب رأيه مسؤولية أنصار الشريعة في هذه الأحداث. لكن يشتم من هذا الشريط، حسب رأيه، محاولة لصرف النظر عن المستفيدين الحقيقيين من وراء عملية الإغتيال والمخططين لها. الملاحظة الثانية : من خلال الشريط نجد تأكيدا على انتماء هذه المجموعة لداعش ودعوة باقي الفصائل الجهادية للإلتحاق بذلك التنظيم وهو ما يعني أن نسخة داعشيّة بصدد التمركز بشمال افريقيا لكنها تبقى في رأي محدثنا غير قابلة للتوسّع وستبقى محصورة في ليبيا الى أن تتحسن الأوضاع الأمنية بهذا البلد. الملاحظة الثالثة : أن هناك عزم على الأخذ بثأر العناصر التي قتلت أخيرا في قصف مدفعي على جبل الشعانبي وجبل السلوم بالكاف وهذا نلمسه حسب ذكر محدثنا من خلال التهديدات المباشرة الواردة بالشريط. الملاحظة الرابعة: يؤكد هذا الشريط معطى جديد حول أنصار الشريعة بتونس وهو أن هذا التنظيم إنقسم رسميّا الى قسمين: مجموعة أبو بكر الحكيم التي أصبحت تنتمي لداعش ومجموعة أبو عياض التي مازالت باقية على ولائها للقاعدة. وأضاف أن التونسيين يعرفون أن أنصار الشريعة لم يكن لها لتنتعش في تونس لولا تساهل حكومة الترويكا. ولاحظ في نفس الإطار أنه يستنتج من هذا الشريط أن خطر الإرهاب وإن تقلّص كثيرا في الفترة الأخيرة فإنه مازال مخيّما على تونس ويفرض على التونسيين أن يحزموا أمورهم لإختيار رئيس قادر على معالجة الظاهرة الإرهابية. واعتبر علية العلاّني أنه لا يتصوّر أن المرزوقي قادر على القيام بمثل هذه المهمّة. وحول أسباب تنزيل الشريط في هذا التوقيت بالذات؟ قال : «ليس غريب إذ كلنا نتذكر أن أبو عياض هدد عشية التصويت على الدستور بأن الدستور لن يمر الا على جثته وقد مرّ رغم ذلك كما أن أنصار الشريعة هدّدت بإرباك مسار الإنتخابات التشريعية ولكنّها مرّت بسلام والآن يعيدون الكرة مع الدور الثاني للإنتخابات الرئاسية». واعتقد عليّة العلاني أن الإنتخابات الرئاسية ستمرّ بسلام وأنه متفائل أيضا أن تونس ستقدم على فترة جد هامّة في الأيام القادمة سيكون عنوانها البارز» عودة الأمن وعودة الإستثمار وعودة الأمل للشباب التونسي في الشغل والكرامة». وفي خاتمة حديثه، قال العلاّني أن حركة النهضة بالإمكان أن تتدارك موقفها الغامض في الإنتخابات الرئاسية وأن لا تضع هي وقواعدها معظم «بيضهم» في سلّة المرزوقي لأن من مصلحة النهضة إذا ما أرادت استمرار التوافق والتموقع في الحياة السياسية بأشكال مختلفة أن يكون لها موقف أقرب وضوح في مساندة السبسي لأن ذلك سيمكّنها من القيام بعدّة أدوار في المستقبل.