يتوجه اليوم الاحد الموافق ل 21 ديسمبر قرابة 5.3 مليون ناخب، انطلاقا من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة السادسة مساءا، إلى صناديق الاقتراع للمرة الثالثة على التوالي في أقل من 3 أشهر، لانتخاب رئيس للجمهورية التونسية الثانية، في جولة ثانية للاستحقاق الرئاسي للاختيار بين مرشحين وهما الباجي قائد السبسي ومحمد المنصف المرزوقي الذين حلا أولين على التوالي في الجولة الأولى للاستحقاق الرئاسي الذي أجري في 23 نوفمبر المنقضي. ورغم النجاح الكبير الذي عرفته الجولة الأولى من الانتخابات سواء في نسبة المشاركة التي بلغت قرابة 65 في المائة، فإن هذه الجولة الثانية تجرى تحت محاذير أمنية كبيرة، جعلت الهيئة العليا ترفع عدد مكاتب الاقتراع التي ستفتح في توقيت استثنائي، من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة الثالثة بعد الزوال، لتصل إلى 124 مكتبا تتوزع على 3 ولايات وهي جندوبة والكاف والقصرين، ومتاخمة للجبال والمناطق الحدودية أين يتحصن الارهابيون. "هاجس أمني" كبير حسبته السلطات التونسية خاصة بعد فيديو لتونسيين يقاتلون في تنظيم "داعش" ويتهدد فيه التونسيين بالذبح ويدعو إلى افساد العرس الديمقراطي الذي تعيشه تونس، والذي تعد هذه الجولة من الرئاسية حجره الأساسي، إذ بها تمر البلاد من مرحلة "المؤقت" إلى مرحلة الاستقرار، وتنتهي بذلك مسارات الانتقال الديمقراطي التي سطرت في خارطة طريق أخرجت تونس من أزمة سياسية كادت أن تغرقها بعد استشهاد محمد البراهمي ومن قبله شكري بلعيد، الذين اغتيلا على يد عناصر ارهابية لا تريد إلى "احياء سنة الاغتيال" كما قال المتهم الرئيسي في اغتيال البراهمي وبلعيد، أبو بكر الحكيم، في الفيديو الشهير والذي فيه افتاء واضح بأن "الانتخابات كفر"، وجب محاربتها. وبين هذا وذاك فإن عملية التصويت في هذا الدور انطلقت منذ ليلة الخميس الماضي للتونسيين المقيمين في الخارج، وفي 46 دولة، ويتواصل إلى حدود الساعة الثانية صباحا من يوم غدا الاثنين، بعد اغلاق آخر مكتب للاقتراع وهو مكتب مدينة سان فرانسيسكو في أقصى غرب الولاياتالمتحدةالأمريكية.
