قضت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بنابل في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول بالاعدام شنقا حتى الموت لشاب من مواليد سنة 1989 متهم بقتل التلميذة هيفاء بمعهد بسليمان وتغريمه بمبلغ مالي قدره 80 ألف دينار لفائدة ورثة الضحية بعد إدانته في قضية القتل العمد، وتكون بذلك محكمة الاستئناف أقرت الحكم الابتدائي الصادر في هذه القضية، بعد جلسة محاكمة طلب خلالها محام القائمين بالحق الشخصي تسليط أقصى عقوبة على المتهم في حين طلبت محامية المتهم التخفيف على موكلها ومراعاة ظروف الواقعة. أطوار الجريمة البشعة جدت يوم 2 ماي 2012 حين عمد المتهم الى اقتحام معهد خاص بسليمان وازهاق روح التلميذة هيفاء (من مواليد سنة 1992) بعدة طعنات سددها اليها بواسطة سكين، وبايقاف المتهم واستنطاقه اعترف بارتكابه الجريمة وذكر أنه تعرف على الضحية خلال حفل زفاف أحد أقاربه في شهر جويلية 2011 حيث أغرم بها وتوطدت علاقتهما وكان يغير عليها غيرة شديدة باعتبار أنه يحبها بجنون مما خلق مشاكل عديدة بينهما وظلت علاقتهما متوترة باعتبار أن الضحية لم تكن تبادله الحب بل وكان يلتقيها رغما عنها بعد تهديدها في صورة رفضها ذلك بالاعتداء عليها مما جعلها تخشى من بطشه. وأضاف المتهم أنه رغب في الارتباط بهيفاء وكلف عمه بعد الاتفاق معها على خطبتها من والدها الذي لم يمتنع في ذلك وانما اشترط عليه ضرورة تشييد منزل واتمام مراسم الزواج خلال سنة واحدة وهو الأمر الذي يستحيل تحقيقه نظرا لقلة اعتماداته المالية ومحدودية دخله باعتباره يمتهن العمل في نقل البضائع على متن شاحنة. هذه الشروط جعلته يفكر في طريقة لتحقيق حلمه بالزواج من حبيبته ففكر في الهجرة الى الخليج العربي للعمل وعرض الفكرة على الضحية التي لم تبد أي موقف من ذلك وهو ما جعله يصر على ملاقاتها يوم الجريمة للتثبت من رأيها وكذلك من حبها له وقدرتها على انتظاره والزواج منه خاصة وأنه شاهدها بمعية شخص ثان قبل الجريمة بيوم حسب ما جاء في اعترافاته- ولكن بمحاولته الالتقاء بها استنجدت بوالدها الذي نهره عن صنيعه وطلب منه عدم ملاقاة ابنته مما حز في نفسه ودفعه الى التحول الى منزل والديه والتسلح بسكين ثم العودة الى المعهد حيث عثر على الضحية داخل المخبر بمفردها فطلب منها مرافقته الا أنها رفضت ذلك مما جعله يسدد لها سلسلة من الطعنات بعد أن وجدها بصدد اجراء مكالمة هاتفية ما أدى إلى قتلها، لتنتهي قصة حب من طرف واحد بمأساة وجريمة.