أعلن وزير التربية فتحي الجراي اليوم الخميس عن الانطلاق الرسمي للحوار المجتمعي حول التربية وذلك خلال ندوة نظمتها وزارة التربية لتقديم التقرير الوطني حول التربية لسنة 2014 بحضور عدد من الوزراء وممثلي منظمات وطنية وعربية وعالمية الى جانب خبراء. وأوضح وزير التربية انه سيتم خلال الايام القادمة بعد التشاور مع مختلف الاطراف المتدخلة تحديد الرزنامة الخاصة بهذا الحوار المجتمعي الذي سيتواصل على امتداد السنة الحالية.n وتطرق الى التقرير الوطني حول التربية لسنة 2014 الذي يشكل حسب رأيه دعامة هامة لارساء السياسات والاستراتيجيات الكفيلة باصلاح المنظومة التربوية. ومن جهته أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكنولوجيا الاتصال توفيق الجلاصي الى أهمية المدرسة العمومية في تونس، ملاحظا تراجع جودة التعليم بها مقارنة بالمؤسسات الخاصة. وشدد على حتمية اصلاح المنظومة التعليمية عبر ارساء مقاربة تشاركية للغرض تقوم بالاساس على رقمنة التعليم. وأكد وزير الشؤون الاجتماعية أحمد عمار الينباعي في مداخلته الاستعداد للمساهمة في انجاح هذا الحوار المجتمعي مستعرضا أبرز البرامج المشتركة بين وزارته ووزارتي التربية والصحة في مجال اصلاح المنظومة التربوية على غرار برنامج العمل الاجتماعي بالوسط المدرسي الذي انطلق تنفيذه خلال السنة الدراسية الحالية 2014/2015 ويعتمد هذا البرنامج حسب الينباعي على احداث خلايا مرافقة اجتماعية وبيداغوجية وصحية للعناية بالتلميذ والاحاطة به بهدف التخفيض في نسبة الانقطاع المدرسي المبكر. وتطرق الوزير كذلك الى برنامج الادماج المدرسي للمعاقين وبرنامج تعليم الكبار الذي يستهدف 18 الف شخص باعتمادات تبلغ مليوني دينار. ومن جانبه لفت وزير الشباب والرياضة صابر بوعطي الى ان التربية البدنية تبقى من أكثر الاختصاصات التي تعرف ضعفا وخللا وظيفيا داعيا الى ضرورة اصلاح شعبة الرياضة. وسلط وزير الصحة محمد الصالح بن عمار الضوء على تجربة وزارته باطلاق الحوار المجتمعي حول الصحة، معتبرا أنه من الضروري تعبئة موارد مالية ولوجيستية وبشرية ضخمة من أجل انجاح هذا الحوار. ومن جانبه لاحظ وزير الثقافة مراد الصكلي أن اصلاح المنظومة التربوية يجب ان يكون وسيلة وليس غاية في حد ذاته مقترحا احداث ناد للتاريخ والموروث بكل دار ثقافة بالتعاون مع وزارة التربية. ورأت كاتبة الدولة لشؤون المرأة والاسرة نائلة شعبان من ناحيتها أن قد الدولة تخلت عن دورها تجاه الفئة العمرية من ثلاث الى خمس سنوات، مشيرة الى أن كتابة الدولة تعمل حاليا على وضع استراتيجية لمكافحة التسرب المدرسي المبكر لدى الفتيات. وشارك في أشغال الملتقى ممثلون عن عدد من المنظمات الدولية التي أكدت التزامها بدعم المنظومة التربوية والاسهام في انجاح الحوار المجتمعي حول التربية. وفي هذا الاطار، افاد المدير العام المساعد للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الالكسو» محمد عبد الباري القدسي أن تونس تواصل الريادة على مستوى العالم العربي في مجال العناية بالتربية، معتبرا أن المقاربة التشاركية تساهم في ترسيخ المنظومة التربوية في محيطها من أجل خلق مواطن مثال. وأبرزت ممثلة منظمة الاممالمتحدة للطفولة اليونسيف بتونس ماريا لويزا فورنارا أهمية مشاركة المجتمع المدني في الحوار المجتمعي مؤكدة أن تونس تعد مثالا يحتذى في مجال التربية. ودعت الى تجاوز الصعوبات المتعلقة بالجودة والعدالة والتقليص من الفوراق الجهوية التي مازالت تعاني من تداعيتها بعض المناطق . وبينت مديرة معهد غوته الالماني كرستين بوهرر أن المعهد قدم خبراته من اجل انجاز التقرير الوطني حول التربية وهو مستعد لمساندة وزارة التربية عبر تمكينها من الانموذج الالماني للاستفادة منه.