خلفت مشاركة حركة النهضة في حكومة الحبيب الصيد بوزير و3 كتابات دولة ردود أفعال متباينة لدى عدد من الأحزاب، كما خلفت بعض التململ داخل نداء تونس خاصة وأنّ بعض قياداتها ومنها الطيب البكوش سبق وأعلنوا رفضهم دخول النهضة في الحكومة الأولى للجمهورية الثانية. وفي هذا الاطار، قال عضو المكتب التنفيذي في نداء تونس مصطفى بن احمد والنائب عن الحركة بمجلس نواب الشعب في تصريح لل"الصباح نيوز" ان حكومة الحبيب الصيد التي أعلن عنها اليوم الإثنين ولو انه ادخلت عليها بعض التحويرات لكن مازالت تطرح بعض الإشكالات في الجمع بين من يشرفون على بعض الحقائب الوزارية ومن تمّ تعيينهم ضمنها في اشارة لبعض كتابات الدولة، مبرزا مثل تولي سعيد العايدي عن نداء تونس لحقيبة الصحة مع منح نجم الدين الحمروني من النهضة كتابة دولة للمؤسسات الاستشفائية تحت إشراف وزير النداء. واعتبر بن احمد ان هذه الحكومة حزبية، وقد تمّ توسيعها بعد جولة من المشاورات لتشمل النداء والنهضة وآفاق تونس والاتحاد الوطني الحر ومستقلين، مضيفا : "لكن التنسيق في الجولة الثانية من المشاورات لم تكن بالقدر المطلوب مما ترك تململا وعدم رضا داخل النداء وخارجه". وأوضح أن"وجود النهضة في حكومة الصيد مردّه هشاشة مواقف بعض الحلفاء التي لم تساعد نداء تونس خاصة وأنّ افاق تونس بالدرجة الأولى والوطني الحر بالدرجة الثانية لم يبديا عونا في إيجاد حلّ يرضي القواعد الحزبية وساهما في ظهور النهضة في حكومة الصيد.. حيث أنهما لم يمانعا ذلك.. ولكن قواعد النداء إلى حدّ الآن مازالت تعرف نوعا من التململ والغضب". وقال مصطفى بن احمد انه باعتبار ان النداء يجب ان يستجيب لتطلعات الشعب وُجب عليه ان يقوم بتنازلات مؤلمة لما تتطلبه مقتضيات المرحلة مع الحفاظ على وحدة الحزب، وأضاف : "كما أنّ النداء وباعتباره مسؤولا على تشكيل الحكومة فهو عرضة لكل الإكراهات ما أجبره على تقديم بعض التنازلات للتقدّم والخروج بالوضع السياسي من المأزق الحالي". كما أكّد أن النداء بدخول النهضة للحكومة لا يعني أنه تخلّى عن ما وعد به ناخبيه فقد "كان مضطرا بسبب أوضاع معينة"، على حدّ تعبيره. ومن جهة أخرى، قال ان دخول النهضة في الحكومة كان نسبيا، وأنّ بقاء صفوف نداء تونس موحدة بالرغم من الاختلاف لن يؤثر على سعيه لتحقيق تطلعات الشعب والأهداف التي انتخب من أجلها، مشيرا إلى أن "ما يحدث لا يعدو أن يكون إكراهات سياسية وعلى النداء النظر للمستقبل بإرادة صادقة إخلاصا للناخبين". وختم مصطفى بن احمد قائلا : "مهما كانت الظروف والمواقف يجب الحفاظ على وحدة النداء فلا خيار لنا سوى ان نتعاطى إيجابيا مع هذه الخطوة ولا يجب الرجوع إلى نقطة الصفر فاليوم نحن في وضع صعب والأهم أن لا نُأزّم الأوضاع والانقسام ما هو إلا طريق للتأزيم".