8 مرشّحين يتنافسون على رئاسة البنك الافريقي للتنمية، والتي من المقرّر أن تجري الانتخابات الخاصّة بها في ماي المقبل، بأبيدجان العاصمة الاقتصادية الإيفوارية، والتي تحتضن مقرّ المؤسّسة المالية الافريقية الأكبر في القارة، لخلافة الرئيس الحالي، الرواندي دونالد كبيروكا. ففي الوقت الذي تواجه فيه مناطق كثيرة من القارة الافريقية ويلات الحروب الأهلية والمجاعة وانتشار وباء "إيبولا"، من المنتظر أن يقوم البنك الافريقي للتنمية برسم صورة جديدة للقارّة التي يرى فيها بعض المراقبين "أمل ومستقبل الاقتصاد العالمي"، رغم حالة عدم اليقين المطبقة على أوضاعها والتخلّف الذي أضحى صفة ملتصقة بها. تحدّيات كبرى على الأرض تجعل من تغيير صورة هذه الرقعة الجغرافية أمرا صعبا. فهل يستطيع الرئيس القادم أن يقود السفينة نحو الميناء المنشود؟ وفي ما يلي لمحة مقتضبة عن المرشحين: المرشّح الأوّل مالي الجنسية، ويدعى «بيراما سيديبي»، بحوزته رصيد 30 عاما من الخبرة في عالم المال، سواء على المستوى الإفريقي أو الدولي. في رصيده أيضا 24 عاما من العمل في البنك الإفريقي للتنمية، وفي شركة «شالتر إفريقيا»، التي تقلّد فيها منصب المدير العام، كما عيّن «سيديبي» نائبا لرئيس البنك الإسلامي للتنمية في جانفي 2009. أما التشادي «بيدومرا كوردجي»، فقد تقلّد منصب وزير التخطيط والاقتصاد والتعاون الدولي في بلده، وشغل مهام الأمين العام للرئاسة التشادية وأيضا وزيرا للمالية. له خبرة أكثر من 29 عاما لدى البنك الإفريقي للتنمية، من بينها 13 عاما في مناصب تأطيرية. وبالنسبة لشمال إفريقيا، ستمثّل تونس من قبل وزير المالية السابق جلول عياد. وهو مصرفي دولي ذو خبرة كبيرة يأمل في أن يجعل من البنك الإفريقي للتنمية «قاطرة قوية لتحقيق التنمية والازدهار في القارة». كما أنّه من الشخصيات التي تعتبر أنّ الاندماج الإفريقي وتطوير المؤسّسات الصغرى والمتوسطة وإصلاح النظام المالي للقارة من الأولويات التي ينبغي العمل على تجسيدها. كما انضم للسباق أيضا الأثيوبي «أتو سفيان احمد»، وهو وزير الاقتصاد والمالية في أثيوبيا منذ عام 1994، وكان وراء الإصلاحات الكبرى التي غيرت وجه البلاد. فتحت قيادته، قامت أثيوبيا بمفاوضات مهمة مع البنك العالمي وصندوق النقد الدولي، وتوصلت إلى إلغاء 67 % من ديونها مع المجموعة الاستثمارية «نادي باريس» في عام 2004. ومن سيراليون، تم ترشيح الوزير الحالي للشؤون الخارجية والتعاون الدولي منذ 2012، «أمورا كامارا». وقد كان هذا الخبير الاقتصادي على رأس البنك المركزي من 2007 إلى 2009 تحت ضغط البلدان المانحة. كما كانت له تجربة صغيرة أيضا في صندوق النقد الدولي قبل عام 2007. أما النيجيري «أكينوامي أدازينا»، فقد تم تعيينه وزيرا للزراعة في 2010. وترأس بعدها «الجمعية الإفريقية للخبراء الاقتصاديين المختصين في الزراعة»، وذلك بين عامي 2008 و2010. تحصل في 2007 على جائزة «يارا في أوسلو» (جائزة نرويجية تشجع البحوث الزراعية)، لنشاطه في مجال الزراعة الإفريقية. المرشّح التالي من الزمبابوي، ويدعى «زوندو طوماساكالا»، وقد شغل، على التوالي، منصب رئيس قسم تنمية الموارد البشرية لشرق إفريقيا، ورئيس قسم التربية والتعليم في وزارة التنمية الاجتماعية لمناطق الشمال والشرق والجنوب الافريقي، قبل أن يحصل على منصب الممثل المقيم لمكتب البنك الإفريقي للتنمية بنيجيريا. كما ساهم، بصفته نائب رئيس البنك المكلف بالبرامج الإقليمية والسياسات بالبنك الإفريقي للتنمية، في بلورة التوجّه الاستراتيجي للمؤسّسة المالية. سباق هيمن عليه الرجال، ولم يكسر هذا الإحتكار الذكوري سوى وجود إمرأة واحدة هي ممثلة الرأس الأخضر «كريستينا دوارتي». سيدة لعبت دورا رائدا في اقتصاد بلدها كوزيرة للمالية والتخطيط. وقد شغلت فيما بعد منصب مستشارة لصالح مؤسسات دولية، بما فيها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي والبنك الدولي. ويمثل منصبها كمحافظة للبنك الإفريقي للتنمية ميزة أخرى تضاف إلى مسيرتها المهنية الحافلة، في صورة حصولها على المنصب. وسب مجلة «أفريكا توب ساكساس»، فإن أبرز المرشحين هما التشادي «بادومرا كوردجي»، والمرشّحة «كريستينا دوارتي» من الرأس الأخضر، حيث جاءا على رأس استطلاع أجرته مؤخرا مجلة «فاينانشال أفريك». ويقوم مجلس المحافظين بانتخاب رئيس البنك خلال جلسة مغلقة لا يسمح فيها بالحضور سوى لمحافظي البنك ونائبيهم إضافة إلى أعضاء مجلس الإدارة ونائبيهم أيضا. ولا يمكن لرئيس البنك أن يحضر هذه الجلسة، حتى إن لم يقدم ترشحه لإعادة انتخابه. ووفقا للمادة 36 من اتفاقية إنشاء البنك الإفريقي للتنمية، يتم انتخاب رئيس البنك بنسبة 50.01 % على الأقل من الأصوات المخصصة للدول الأعضاء الإقليمية، و50.01 % من الأصوات المخصصة للدول الأعضاء الإقليمية وغير الإقليمية. ومنذ 31 ديسمبر 2011، يضم البنك الإفريقي للتنمية 53 عضوا إقليميا (دول افريقية مستقلة) و25 عضوا غير إقليميا (دول غير افريقية). ويتم انتخاب رئيس البنك الإفريقي للتنمية لمدة خمس سنوات.