عودة رضا بلحاج الى حضن نداء تونس وقريبا على الأغلب وفق ما وصلنا من معلومات سيعود محسن مرزوق ليس لها علاقة بالمصالحة داخل الحركة في حد ذاتها أي كهدف وحيد بل ان هناك تحركات أوسع من هذا بكثير تهدف الى توحيد صفوف نداء تونس واعادته الى شكله أي ما كان عليه قبل انتخابات 2014 وأهم سمة هنا كونه مشروع مناهض ومناقض لمشروع آخر يصنفونه كونه اسلام سياسي وتمثله حركة النهضة. فالشراكة والتحالف بين النهضة والنداء لم يكن وفق قناعات راسخة بل أن المصلحة جمعت الطرفين وبالتالي جمعت بين مشروعين مختلفين تماما لكن ما جمعهما هو حاجة كليهما للآخر ليستطيعا الحكم. لكن مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي في 2019 فان المعطيات تغيرت فالنداء يدرك أنه لا أمل له في ارجاع قواعده التي هجرته الا اذا فك تحالفه مع النهضة وقد أثبتت الانتخابات البلدية ذلك بوضوح كبير ما يعني أن الحزبين استكملا مرحلة كانت ضرورية وانتقلا الى مرحلة أخرى تتطلب وسائل عمل جديدة وخطاب جديد وأيضا احياء "الماكينة " السابقة التي عملت في 2014 ثم أحيلت للراحة و"السبات". من هنا فان هناك دورا كبيرا ومهما لكل من رضا بلحاج ومحسن مرزوق لإعادة احياء الحزب وارجاع قياداته التي همشت أو الغاضبة للانطلاق في سباق نحو الانتخابات سيكون محموما جدا. بالتالي فنحن ننتظر تصاعدا وتصعيدا كبيرين وعودة للاستقطاب الثنائي أي ما سيؤدي الى ظهور تحالفات جديدة وخطاب جديد ومعارك ساخنة.