العُدوان الثُّلاثيّ الأمريكيّ البِريطانيّ الفِرنسيّ على سورية باتَ غير مُستَبعد، إن لم يَكُن وَشيكًا، وأنّ الذَّريعة هي استخدام الِّنظام لأسلحةٍ كيماويّة على غِرار العُدوان الأوّل في أفريل الماضي، لكن الفارِق بين العُدوانيين يُمكِن تَلخيصُه في نُقطَتَين: الأولى: أنّه قد يَكون عُدوانًا أوسَع نِطاقًا هَذهِ المَرَّة إذا ما تَقرَّر شَنُّه، وربّما يَشمَل أهدافًا استراتيجيّةً، من بينها القَصر الجُمهوري في دِمشق. الثَّانِية: أنّ روسيا التي فَضَحَت “سيناريو الذَّرائِع” المُتوقَّع لتَبريره، أي استخدام أسلحةٍ كيماويّة، لن تَقِف مَكتوفَة الأيدي هَذهِ المَرّة، وربّما تتصدَّى لَهُ في ظِل عَلاقاتِها المُتوَتِّرة مع أمريكا، وإصرارِها على عَودَة إدلب إلى السِّيادةِ السُّوريّة، و”تَطهيرِها من الجماعات الإرهابيّة”، مِثلَما ذكر نائِب رئيس هيئة أركان الجيش الروسي. ما يَجعَلنا نُرَجِّح هذا التَّحوُّل في المَوقِف الروسي، ما يَجرِي تَسريبَه هَذه الأيّام من تَزويدِ الجيش السوريّ بصَواريخِ “إس 400″ و”إس 300” الروسيّة المُتطَوِّرة جِدًّا، وكذلك حَشد فرقاطات عَسكريّة روسيّة قُبالَة السَّواحِل السُّوريّة مُزوَّدة بصَواريخ مُضادَّة للطَّائِرات والصَّواريخ. الرئيس ترامب يَبْحَث عن انتصارٍ صَغيرٍ لتَخفيف الضُّغوط المُتزايِدة داخِل بِلاده الرَّامِية إلى الإطاحةِ بِه وطَردِه من البيت الأبيض ذَليلاً مُهانًا بسبب فَضائِحه التي تَزكُم الأُنوف، ونَشُك أنّه سيَجِد هذا الانتصار في أيِّ عُدوانٍ جَديدٍ على سورية، لأنّ قواعِد اللُّعبة تَغيّرت كُلِّيًّا.. والأيّام بَيْنَنَا.