كانَ العِناق الذي تَم في أروِقَة الجمعيّة العامّة للأُمم المتحدة بين السيّد وليد المعلم، نائِب رئيس الوزراء وزير الخارجيّة السوري، مع نَظيرِه البحرينيّ، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، نادِرًا بالفِعل وغَير مَسبوق، ليسَ بسبب حرارَتِه وتَبادُل القُبُلات بين الرَّجُلَين، وإنّما لأنّ قناة “العربيّة” وشقيقَتها قناة “الحدث” هِي من بثّته، ولأكثَر من مرّة على شاشاتِها مع تَعليقٍ لافِتٍ يقول “أنّها خطوة تأتِي ضِمن جُهود إعادَة الدَّور العربيّ إلى المِلَف السوريّ”، دَونَ أي توضيحات أُخرَى لهَذهِ العِبارة المُثيرة للاهتمام والتأمُّل مَعًا. لا نَعتقِد بأنّ هَذهِ الخُطوة التي أقدم عليها وزير خارجيّة البحرين بعد سَبع سنوات، أو أكثَر، من تصويتِ الدُّوَل الخليجيّة على تَجميدِ عُضويّة سورية في الجامِعة العربيّة، وضُغوط حُكوماتِها على دُوَلٍ عربيّة أُخرَى للسَّير في الطَّريقِ نَفسِه، جاء بمُبادَرةٍ بحرينيّةٍ صِرفَة مَعزولة، وإنّما بالون اختبار مُتَعمَّد مِن قِبَل الشَّق السعوديّ في منظومة مجلس التعاون الخليجي، ولم يَكُن مِن قَبيل الصُّدفَة أن تَحتِفي قناة “العربيّة” التي كانَت “رأس الحِربَة” في التَّحريضِ ضِد السُّلطات السوريّة ودَعم مُحاولات إسقاطِها، والأمر المُؤكَّد أنّ الحُكومة السعوديّة هِي التي سرَّبت هذا الشَّريط، وأوعَزَت بِبَثِّه مَصحوبًا بالتَّعليقِ المَذكور.