وفق ما صرح به الأمين العام الجديد لنداء تونس سليم الرياحي فان لقاءه مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي جاء بطلب منه أي أن النهضة هي من سعت للقاء معه لهدف ما. لكن في مقابل هذا فان معلومات تشير كون الغنوشي لم يرغب في لقاء مع حافظ قائد السبسي وخير عليه الرياحي . بغض النظر عن صحة رفض النهضة لقاء حافظ من عدمه فان هناك واقعا جديد بين الحزبين وهو تفكك التحالف بينهما وهذا مفهوم فدعم الشاهد ومساندته يعني "طلاق" مع النداء الذي يقوده نجل الرئيس بالتالي فلماذا تطلب النهضة لقاء الرياحي مادامت لا تنوي التخلي عن يوسف الشاهد؟ هذا الأمر نفهمه مما صرح به سليم الرياحي كون الغنوشي طلب منه التهدئة من قبل النداء وأن النهضة حريصة على عودة التوافق بين الحزبين بمعنى ان هناك رغبة لمشاركة النداء في الحكومة أو على الأقل عدم معارضتها. كل هذا يبقى على أهميته تصريحات لأن السياسة وجهان الأول ظاهر معلن للعموم والآخر خفي يحصل في الكواليس أو تحت الطاولة كما يقال بمعنى أن هناك غاية ما من اللقاء بين الغنوشي والرياحي قد تكون عرضا ما يقدم يمكن أن نصفه بحل وسط أو كما يقال لا يجوع الذئب ولا يشتكي الراعي لكن الاشكال من الذئب هنا ومن الراعي ؟ فمسألة تخلي النهضة عن الشاهد تكاد تكون غير مطروحة بل وتجاوزتها الأحداث ولم تعد ممكنة بالتالي فان الهدف هو ارضاء النداء بوزارات معينة وفي نفس الوقت سعي للمصالحة بين حافظ والشاهد وكلاهما طرحان لا نظن أن النداء مستعد للقبول بهما ليس لأنه يرفض الأمر في حد ذاته بل لأن الحزب دخل مرحلة الاستعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية والورقة الوحيدة بين يديه حاليا هي خلق حالة استقطاب ثنائي كما حصل في 2014 فجل قواعده هم ضد النهضة ولا يمكن استرجاعهم أو على الأقل استرجاع جزء منهم بدون رفع شعارات الاختلاف وحتى الخصومة مع النهضة. محمد عبد المؤمن