سوف لن تنسى الذاكرة العربية دكتاتورا اسمه «القذافي» حكم ليبيا على مدى أكثر من اثنين وأربعين عاما بالحديد والنار منذ ان قام بانقلابه العسكري يوم أول سبتمبر 1969 ونشر الفساد والخراب والدمار والقلاقل والاضطراب في بلاده وفي مناطق كثيرة من العالم ولم يتجرأ على ارسال طلقة واحدة الى الكيان الصهيوني الدخيل في فلسطين المحتلّة رغم ما صرفه من الاف المليارات لتكديس الأسلحة المدّمرة على حساب قوت الشعب الليبي الطيّب الذي تحمل كثيرا وصبر طويلا... وعندما عيل صبر هذا الشعب المعذّب انفجر اخيرا وصمم على التحرر نهائيا من بطش جلاده... وها أن شعب ليبيا العربي المسلم ينتفض ويثور على الطاغية (القذافي) الذي فقد اعصابه وارتفع جنونه وصب جام غضبه وحقده على المواطنين الليبيين الأبرياء والعزّل وليس لهم من أسلحة سوى الايمان والاصرار والعزم على الإطاحة بهذا السفاح الذي اصبح معزولا وخارج التاريخ. ان الجرائم والمجازر الدموية البشعة التي اقترفها القذافي، احد الأدوات الطيْعة ل «لعبة الأمم» ضد الشعب الليبي والأمة العربية والإنسانية لاتحصى وقد جعلته منبوذا ومكروها وغير مرغوب فيه ومازال يواصل مسرحياته السخيفة وحركاته البهلوانية التي تعكس عقده النفسية ولكنه انكشف امره وسقطت مسرحياته واحترقت اوهامه وانهارت شخصيته المتشنجة والمتوترة بانهيار نظام حكمه الغامض الذي أقامه بالحديد والنار... وهو نظام مخابرات ومباحث زرع الخوف والرعب في نفوس الناس... وحين قرر الشعب الليبي التحرر من الخوف، انتصر على ارهاب القذافي... تحدى اجهزة مخابراته ومباحثه العسكرية والمدنية.... انتفض وثار على ظلمه وجبروته، فسقط بسرعة قناع القذافي وظهرت حقيقته واضحة جليّة، فاذا به «نمر من ورق» بعدما قمع شعبه على مدى أكثر من أربعة عقود... وبعدما أرهبه وسجنه وأعدم أحراره وشرّده وسرق ثروته، والآن ونحن نتابع ونرى ثورة شعب ليبيا على القذافي تمتد وتكبر وتزيح الكابوس، وتعزل هذا الطاغية المتجبّر والمريض بجنون العظمة والانتفاخ والخبث وتجعله يقترب من نهايته ليدخل في ارشيف الدكتاتوريين والطغاة والسفاحين الذين أرعبوا العالم والبشرية من أمثال ستالين وفرانكو وغيرهم... ان القذافي ظاهرة غير عادية في تاريخ الفكر السياسي العربي ستبقى زمنا طويلا مادة بحوث ودراسات وتحاليل لعلماء النفس والاجتماع والمؤرخين... منذ أن سرق السلطة في بلاده قبل اثنين واربعين عاما وضع الليبيين في جحيم لايطاق وحوّل ليبيا الى سجن كبير الداخل اليه مفقود، والخارج منه مولود... لقد تعب الليبيون وتاهوا وفقدوا حريتهم وتعذبوا تحت دكتاتورية القذافي الذي لم يفهم الى الآن أنه انتهى وانهزم وعليه أن يرحل او ينتحر... قبل أن يلقي عليه شعبه القبض حيا لمحاكمته ويقتص منه ويستريح من شروره واثامه. يقول تعالى:«قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير».