المصافحة الحارة بين الأمير بن سلمان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة تصدرت معظم شاشات التلفزة العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي، وهناك من يعتقد في أوساط المراقبين ان الرئيس بوتين بالغ بالحفاوة بالأمير السعودي، لإغاظة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان ينظر الى اجتماع الرجلين وتبادلهما الضحكات والابتسامات بقلق شديد، وغضب واضح خاصة انه، أي ترامب، تجنب عقد أي لقاء رسمي مع ولي العهد السعودي، واكتفى بتبادل المزاح معه في لقاء عابر، حسب بيان رسمي امريكي. الرئيس بوتين الذي ألغى الرئيس ترامب لقاء كان مقررا معه على هامش القمة بسبب تطورات ازمة اوكرانيا، رد بطريقة تنطوي على الكثير من الدهاء، عندما نجح في استغلال حالة الحرج التي يعيشها ولي العهد السعودي، وحاول ابعاده ولو جزئيا عن الحليف الأمريكي التاريخي باستقباله ومصافحته بحرارة، وتوصل معه الى اتفاق بتمديد خفض انتاج النفط الذي جرى التوصل اليه اثناء اجتماع الجزائر بين وزراء نفط “أوبك” وروسيا قبل ستة اشهر، والاهم من ذلك ان الرجلين اتفقا على قيام الرئيس الروسي بزيارة الى الرياض أوائل العام المقبل، وقد تكون المكافأة عقودا تجارية واستثمارية وصفقات ضخمة اثناء هذه الزيارة. لا شك ان الأمير بن سلمان كسر جزءا كبيرا من حائط العزلة حول نفسه وبلاده، بعد اعتراف حكومته رسميا بقتل الخاشقجي وتقطيع جثته، والضجة الإعلامية الكبرى التي ترتبت على هذه الجريمة واثرت بشكل سلبي على صورته والسعودية في العالم، ولكن ما زال هناك طريق طويل يترتب عليه قطعها لإصلاح هذه الصورة، واندماجه بشكل طبيعي في الاسرة الدولية.